الكلمات التي كتبت بخطأ إملائي والمطلوب البحث عنها واستبدالها بالصواب المكتوبة باللون الأخضر: شىء شيء بيعد بعيد امه أمه معانى معاني بغرارة بغزارة الخبيب الحبيب فى في ساخنه ساخنة حميل جميل بقية الملف: 2 يناير 2014.. اليوم عيد ميلاد رافي، واليوم يتم رافي 14 سنة. لم يتوقع أي هدية أو احتفال من أي أحد، فقد مضت أربع سنوات وهو بيعد عن أبيه وامه.. أربع سنوات في بيت عمه لم يعرف فيها معانى الحب أو الدفء التي كان يتذوقها في أحضان والديه، لكن الحقيقة أن رافي اشتاق في ليلة ميلاده لأبيه وامه شوقًا غير عادي؛ فقرر أن يقوم بمغامرة من مغامراته. قرر أن يحتفل بيعد ميلاده وحده في البيت المهجور، البيت الذي عاش فيه مع أبيه مراد وأمه ليلى. لم يذهب أبدًا إلى البيت في الليل.. مؤكد سيكون البيت مخيفًا، لكن رافي كان داخله حنين كبير لحضن أبيه وامه. لقد قرر أن يتسلل الليلة من بيت عمه، وأن يبيت في سرير والده ووالدته حتى الفجر، ليعود بعد صلاة الفجر مباشرة إلى سريره في بيت عمه دون أن يشعر به أحد. يالها من مغامرة! قد تكلفه علقة ساخنه من عمه، لكن المبيت في سرير أبيه وامه أغلى في عين رافي من كنوز الدنيا، وتهون معه كل علقة.. قرر رافي قائلاً: "سأحتفل بعيد ميلادي في حضن أبي وأمي". نامت عائلة عم رافي، أما هو فأخذ بطارية صغيرة ومفتاحًا كان يخفيه لجراج بيت والده، وخرج من الباب الخلفي لمنزل عمه ولم يغلق الباب تمامًا، بل وضع قطعة كرتون سميكة ليمسك بها الباب دون أن يغلق، وجرى في ظلمة الليل وحده حتى دخل البيت. في البداية كان قلبه يدق من الخوف، لكن بعد دقائق داخل البيت شعر بأمان عجيب.. إنه أمان الذكريات الجميلة. دخل غرفة أبيه وامه، وركز البطارية على صورة لأبيه وامه، وبدأ يقول: "سنة حلوة يا جميل.. سنة حلوة يا جميل.. سنة حلوة يا رافي". بدأت دموعه تسيل على خده بغرارة، وأحس أن الصورة تتحرك ويخرج منها أبوه وأمه يحملان له الهدايا. جرى رافي من شدة العاطفة نحو الصورة واحتضنها، وجلس في سرير والديه، وسرح مع الذكريات الجميلة، وما هي إلا دقائق حتى غلبته عيناه فراح في سبات عميق، ليرى في المنام رؤيا عجيبة.. رأى أن طائرًا كبيرًا يرفرف بجناحيه أمام نافذة الحجرة، وإذا به يدق على النافذة بمنقاره؛ فقام رافي ينظر إليه وهو حائر ما هذا الطائر؟ فإذا به طائر ضخم له جناحان كبيران لم ير مثلهما من قبل، وله عنق طويل، ومع ذلك فهو ليس مخيفًا، بل على العكس له عينان فيهما رقة الطيور رغم حجمه الكبير. ولما دقق فيه النظر عرفه.. إنه طائر العنقاء( ) الذي رآه رافي مرسومًا على كثير من المعابد الفرعونية، وإذ بطائر العنقاء يحمل بين مخالبه صندوقًا صغيرًا مغلقًا، ويحمل في منقاره رسالة. تحرك الفضول في رافي فقام يفتح النافذة، فأدخل العنقاء عنقه من النافذة وألقى الرسالة من فمه، ثم حرك عنقه لأسفل ما يستطيع حتى أخذ بمنقاره الصندوق الصغير من بين مخالبه، ثم رفع عنقه مرة أخرى وأدخله من النافذة، وألقى الصندوق داخل حجرة رافي، ثم أخرج عنقه ورفرف بجناحيه في الهواء كأنه يُحيّي رافي، ثم طار وانصرف؛ فأخذ رافي الرسالة بسرعة، فإذا بها: ابني الخبيب رافي.. كل سنة وأنت طيب.. اليوم عيد ميلادك أجمل أيام العمر.. سنة حلوة يا حميل.. سنة حلوة يا حميل.. سنة حلوة يا رافي.. أرسلنا إليك حبًّا وشوقًا على أجنحة طائر العنقاء، ومعه هدية عيد ميلادك. بابا وماما طار رافي فرحًا واحتضن الرسالة، وجرى ليفتح العلبة ليرى الهدية، فإذا هي كتاب عنوانه "أيقظ قواك الخفية". لم يفهم رافي معنى عنوان الكتاب، لكنه وجد مع الكتاب بطاقة تذكار؛ فأسرع وفتح البطاقة فوجد أنه كارت مرسوم عليه صورة غريبة لأرض رملية، وحبات الرمال تلمع وكأنها نجوم السماء، تحوم فوقها طيور العنقاء، ومكتوب على الكارت: "احلم واقرأ وابحث لتصل إلى الحقيقة". انتفض رافي من نومه ينادي بأعلى صوته: - بابا.. ماما! سأل نفسه: ما الذي يرمز له طائر العنقاء؟ وما هي قواي الخفية؟ وكيف أوقظها؟ تلمس بيده يبحث عن الهدية فلم يجد شيئًا.. اكتشف أنه كان يحلم، لكنه لم يكن حلمًا عاديًّا، بل كان الحلم هدية له من الله، فالله لطيف بعباده يبتليهم ليربيهم، لكنه في النهاية أحن عليهم من آبائهم وأمهاتهم، وكيف لا وهو الذي أهداهم أصلاً آباءهم وأمهاتهم! حرك الحلم ذكريات رافي، فعاد بذاكرته إلى الوراء عندما كان عمره 10 سنوات، وبدأ يتذكر أباه مراد وأمه ليلى، وسرح طويلاً ليسترجع قصة حياته التي يعلم بعضها، ويجهل الكثير منها. ****************************** بدأت القصة في قرية "بطن النعمة" إحدى قرى صعيد مصر بمحافظة بني سويف على بعد 80 كيلومتر من القاهرة، وفي بيت كبير لعائلة عريقة ومتحضرة اشتهرت بحب العلم والثقافة، وساعدهم غناهم النسبي على السفر ورؤية العالم. في عصر يوم من أيام الشتاء الباردة، جلس مراد بركات على مقعده المفضل بغرفة المعيشة أمام التليفزيون، ينتظر زوجته ليلى التي تعد له طعام الغداء، بينما ذهب ابنهم الوحيد رافي إلى غرفته لينام قليلاً بعد يوم دراسي طويل. لكن النوم كان أسرع إلى عيني الأب؛ فاستسلم مراد للنوم على مقعده المفضل في غرفة المعيشة. لقد كان متعبًا بعد يوم عمل شاق؛ فهو عمدة البلد وكبيرها وأحن أهلها على أهلها، حتى اعتبره الناس أبًا لهم وهو مازال في الأربعين من عمره، ثم هو مع ذلك يرعى مزرعة العائلة التي يعيشون منها، وهو زوج حنون وأب حنون، فلا عجب أن ينام في لحظات كالأطفال؛ فالنوم وسام من السماء للمكافحين. حاولت ليلى أن توقظ مراد فلم يستجب، فجلست بجواره وظلت تمسح بيدها على شعر رأسه لتوقظه برفق، وهي تداعبه بكلمات رقيقة: - أجمل ما فيك أنك تنام عندما تشاء، في أي مكان تشاء، بلا أرق أو عناء. فتح مراد عينيه ورد عليها بابتسامة هادئة: - ينام المجتهد ولو على وسادة من حجر، أما الكسول فلا يجد طعم الراحة ولو نام على وسادة من ريش. ليلى: كم أتمنى أن يكون ابننا رافي عظيمًا مثلك يا مراد! مراد: وأنا أتمنى أن يكون ابننا رافي حنونًا مثلك يا ليلى! ليلى: هل تعرف أن ابنك رافي سيكون ولدًا غير عادي؟ مراد: ولماذا تعتقدين ذلك؟ ليلى: أنا قرأت كتابًا عن علم الفراسة( ) وفن قراءة الوجه، ووجدت أن ملامح وجه ابننا رافي تنطبق على صفات إنسان غير عادي نادر الذكاء. مراد: يا سلام! وماذا يقول علم الفراسة عن رافي إن شاء الله؟ ليلى: لا تأخذ الموضوع باستهتار.. هذا علم معترف به، وليس أوهامًا أو تخاريف. اعتدل مراد في جلسته، ثم قال: - حاضر أنا آسف.. اشرحي لي أكثر. اقتربت ليلى أكثر من مراد حتى جلست في حضنه، وفتحت صورة لابنها رافي على هاتفها المحمول: - انظر يا مراد إلى وجه رافي.. وجه رافي مستطيل، وهذا الوجه في علم الفراسة معناه أنه وجه يتمتع بالذكاء الحاد. مراد: صحيح رافي وجهه مستطيل( )، لكن مع ذلك جبهته واسعة، وحواجبه معتدلة لها شكل الخط المستقيم. ليلى: في علم الفراسة الجبين الواسع دليل الإصرار والتحدي، وأما الحواجب بهذا الشكل فتشير إلى رقة القلب والروح الحلوة. وحتى هذه الشامة فوق حاجبه الأيسر التي خلق بها وزادت وجهه وسامة، يقول علم الفراسة إنها تكون مثل علامة مميزة لهذا الشخص، تجعله دائمًا في ذاكرة الناس ومحور اهتمامهم. مراد: هل رافي يشبهك أكثر أم يشبهني أنا؟ تركت ليلى الهاتف المحمول وراحت تنظر إلى زوجها بعمق وابتسمت: - رافي يشبهك أنت أكثر ويشبه عائلة بركات، فهو مصري الملامح مائل إلى السمرة، مائل إلى الطول، لين الشعر، أسود العينين، عندما تنظر إلى وجهه تجد ملامح الطيبة تكسو وجهه الوسيم، ثم هو دائم الابتسام في هدوء. مراد: لكنه رغم كل هذه الصفات الوديعة ذو عينين ثاقبتين.. ذات مرة قال لي أحد العمال في المزرعة: "عندما ينظر رافي ويركز في عيني، أشعر أني عاجر عن الحركة أمام قوة عينيه، وأتسمر في مكاني أو أعترف بخطأ فعلته دون أن يتكلم أو يسألني.. فقط من قوة نظرة عينيه". ليلى: عرفت لماذا أقول لك إن ملامح وجه ابنك تدل أنه سيكون إنسانًا غير عادي؟ مراد: أنا كأب لا أهتم كثيرًا بشكل رافي.. لكن رافي فيه صفة رائعة هي التي تثير اهتمامي وفخري به.. رافي فيه إصرار وتحدّ يندر أن تجدي في سنه من لديه هذا الإصرار والتحدي، ثم إن لديه صفة ليست لدى كثير من الشباب في سنه، وهي حب الاستكشاف والمغامرة.. وهي صفات رائعة، لكنها بالتأكيد ستعرضه للكثير من المخاطر. ليلى: أنا أدعو الله ليل نهار أن يحفظ رافي ويسعده، ويجعل له نصيبًا من اسم عائلة بركات، فتكون حياته خيرًا وبركة على الناس جميعًا. مراد: بالمناسبة.. أين رافي الآن؟ ليلى: عاد من المدرسة واجمًا، ودخل حجرته ولم يخرج منها حتى الآن على غير عادته.. لابد أنه قد حدث شىء أزعجه اليوم في المدرسة. قبل أن يرد مراد دق جرس تليفون المنزل. التقط مراد السماعة دون اهتمام، لكنه انتبه بشدة عندما عرّف المتصل نفسه: "أنا طاهر كمال المدير الجديد لمدرسة ابنك رافي، وأريد أن أجلس معك غدًا ضروري بخصوص ابنك". مراد: هل أخطأ رافي في شىء؟ هل هناك شكوى معينة من ابني؟ لم يرد الأستاذ طاهر إلا بكلمات مختصرة، وكأنه يتجنب الكلام في التليفون لسبب ما. كل ما قاله: "لا تقلق.. غدًا نلتقي ونتكلم في الموضوع". نظر مراد إلى زوجته ليلى والقلق يملأ عينيه؛ فقد ربط بين هذه المكالمة وبين الحالة التي جاء عليها رافي من المدرسة. ليلى: ماذا حدث؟ مراد: هذا الأستاذ طاهر المدير الجديد لمدرسة رافي. ليلى: وماذا يريد؟ مراد: أعتقد أنه.. استدعاء لولي الأمر لسبب ما لم يصرح به. ليلى: لا تقلق يا مراد.. ابنك صحيح عمره عشر سنوات، لكنه سبق بعقله أغلب شباب القرية، ثم سبقهم مرتين بقلبه الطيب، ومن رزقه الله العقل والقلب الطيب فلا خوف عليه. مراد: عمومًا غدًا ليس ببعيد، وسنعرف كل شىء. في صباح اليوم التالي، توجه مراد إلى مدرسة رافي لمقابلة الأستاذ طاهر. وأثناء الطريق وكالعادة أدار عم إدريس (سائق سيارة مراد) الراديو؛ ليسمع مراد الأخبار، لكن مراد أغلق الراديو، وسرح طويلاً يبحث في كل فكرة من الممكن أن تكون هي سبب المقابلة، حتى فوجئ بعم إدريس يردد: "وصلنا المدرسة يا فندم". صعد مراد السلالم المؤدية إلى حجرة المدير، وعرف نفسه لسكرتارية الأستاذ طاهر، وما هي إلا لحظات حتى خرج إليه الأستاذ طاهر من حجرته ليستقبله بنفسه بترحاب كبير، حتى شعر مراد أن الأستاذ طاهر يريد أن يطمئنه بهذا الترحاب أن الأمور على ما يرام. لكن هذا الاستقبال لم يقلل من حيرته، فما الذي يدعو مدير المدرسة أن يستقبل ولي أمر تلميذ بهذا الاهتمام، خاصة وأنه لا يعرفه من قبل؟! بادر مراد بالسؤال: - يا أستاذ طاهر، ماذا فعل رافي؟ أ/ طاهر: أنا سأدخل في الموضوع مباشرة حتى لا أضيع وقتك. مراد: تفضل.. أرجوك! أ/ طاهر: ما هي انطباعاتك يا سيد مراد عن شخصية ابنك رافي؟ ضاق مراد بهذا السؤال؛ فهو يريد أن يعرف مباشرة ما هي المشكلة، لكنه تمالك نفسه ورد بهدوء: - رافي ولد رائع، مؤدب، عاقل، وأيضًا ذكي. أ/ طاهر: ذكي فقط أم إنه شديد الذكاء؟ أجاب مراد وقد زاد قلقه: - هو في الحقيقة لديه ذكاء فطري، ترى في عينيه بريقًا عجيبًا يدلك من أول لحظة أن هذا الفتى شديد الذكاء. أ/ طاهر: فعلاً.. كلامك صحيح، وهذا هو سبب اللقاء. مراد: ماذا تقصد؟ أرجوك أوضح الموضوع بشكل مباشر! أ/ طاهر: أنا أصبحت مسئولاً عن إدارة المدرسة من شهر واحد فقط، لكن الأسبوع الماضي لاحظت عدة أشياء على ابنك رافي فى أكثر من ثلاثة مواقف، كان آخرهم الأمس.. هذه المواقف تجعلني أقول إن ابنك ولد غير عادي. مراد: غير عادي؟ كيف؟! أ/ طاهر: الأسبوع الماضي كان هناك امتحان رياضيات للصف الخامس الابتدائي حيث ابنك رافي، والامتحان كان فيه عمليات ضرب وقسمة معقدة، وأعطينا كل طالب ورقة بيضاء فارغة ليضرب ويقسم فيها قبل أن يضع الإجابة النهائية فى ورقة الإجابة؛ فدخلت أطمئن على أداء الطلاب، فلاحظت أن ابنك رافى سرحان، ولا يستخدم الورقة الفارغة في الحساب؛ فنظرت فى ورقة إجابته فوجدته قد وضع الإجابات الصحيحة دون أي حسابات في الورقة الخارجية، فظننت أنه يغش من طالب آخر، فسألته: كيف حسبت هذه الأرقام؟ فقال لي: "أنا فقط أركز في شىء في الحجرة، وأتخيل الأرقام أمامي على الحائط، وأحسب وأضع الإجابة". شككت في كلامه؛ فقلت له: اضرب لي الآن بطريقتك هذه 629 X 475، فسكت وركز في حائط الفصل، ثم كتب 775, 298 دون أن يحسبها على ورقة خارجية. قاطع مراد الأستاذ طاهر قائلاً: - أنت تقصد أن رافي عبقري في الرياضيات مثل هؤلاء الذين لديهم ذكاء حاد في الأرقام والحساب؟ أ/ طاهر: أنا ظننت ذلك، لكن حدث شيء آخر الأسبوع الماضي بيعد كل البعد عن الرياضيات جعلني أتعجب أكثر! مراد: ماذا حدث؟ أ/ طاهر: أول أمس كان هناك يوم رياضي ترفيهي لكل المدرسة، وقد حرصت على أن يجتمع كل الطلاب والمدرسين في فناء المدرسة للمشاركة في هذا اليوم، حتى العمال والفراشين كلهم حضروا، وكان من ضمن المسابقات مسابقة رياضية بالكرة عبارة عن مجموعة من طلاب المدرسة نغمي أعينهم، ونطلب من كل منهم أن يصوب عشر كرات من أماكن ومسافات مختلفة في المرمى.. ابنك كان واحدًا منهم، وهناك من هو أمهر منه في كرة القدم، لكن رافي أدخل الكرات العشر كلها في المرمى وكأنه مفتوح العينين مما أذهل الجميع، فطلبت منهم تصغير المرمى ليكون ياردة واحدة فقط، ووضع الكرات على مسافات أبعد، لكنه أيضًا سجل الكرات كلها مرة أخرى وهو مغمض العينين؛ فسألته للمرة الثانية: كيف فعلت هذا؟ فرد علي: "مسألة تركيز لا أكثر". ثم ضحك وقال لي: "تعرف يا أستاذ طاهر؟ أنا أكسب أصحابي في البنج بونج وأنا مغمض العينين!"، فقلت له: معقول؟! فقال لي: "نعم.. أركز في صوت الكرة، وألعب على الصوت". مراد: تقصد أن رافي من الممكن أيضًا أن يكون بطلاً رياضيًّا كبيرًا؟! أ/ طاهر: لا.. الموضوع أبعد من ذلك. مراد: كيف؟! أ/ طاهر: الأمس في الصباح اكتشفنا سرقة 10,000 جنيه من خزينة المدرسة، وعرفنا أن السرقة تمت وقت اليوم الرياضي؛ لأن الخزينة مثبت عليها (timer) يحدد الوقت، وقد تعطل تمامًا عند كسر الخزينة، وكان ذلك في الساعة الثالثة عصرًا، واتهمنا أحد فراشي المدرسة واسمه "عم أيوب"؛ لأن بعض الإداريين والعمال شهدوا أنه غاب عن فناء المدرسة من الساعة الثانية إلى الساعة الرابعة عصرًا، وجاء البوليس وأيوب يبكي ويحلف أنه ما ترك فناء المدرسة ولم يسرق شيئًا.. ابنك تأثر لبكاء عم أيوب ويبدو أنه صدقه؛ فدخل حجرة مخصصة للطلاب للكتابة على الكمبيوتر، وكتب بريدًا إلكترونيًّا في خمس صفحات، وأرسله على الإيميل الخاص بي. لما قرأته أذهلني، وتأكدت أن ابنك فعلاً غير عادي. مراد: ماذا كتب في الإيميل؟!