اذهب الي المحتوي
أوفيسنا

تهيئة الظروف البيئية المناسبة للقراءة


الردود الموصى بها

دورة تدريبية فى القراءة الفعالة - فهرس مواضيع الدورة - اضغط هنـــــا

بسم الله الرحمن الرحيم

لنبدأ بمراجعة ما تعرضنا له حتى الان:

- منع التلفظ أثناء القراءة

- تقليل الوقفات و تحريك عينيك بانتظام

- لا تتردد أو تعود الى الخلف أثناء القراءة.

- توسيع دائرة النظر

- استخدم الدليل

- اهتم بتدوين الملاحظات

- استخدم الخارطة الذهنية لتسجيل و تحليل وتلخيص المعلومات

و قبل أن نبدأ هذه الحلقة دعونا نعرض لأهم مشاهير القراءة السريعة و قد عرض القائمة تونى بوزان فى كتابه ، و لكن ما استوقفني فيها هو وجود اثنان من رؤساء أمريكا على رأس القائمة و هما روزفلت الذى اشتهرعنه أنه حرص على التدريب على مهارات القراءة السريعة حيث أنه بدء بتدريب نفسه على قراءة اربعة كلمات فى وقفة العين الواحدة ثم ستة فثمانية ووصل قراءة سطرين فى المرة الواحدة، ثم قام بتطوير القراءة بأساليب عديدة الى أن وصل الي قراءة فقرة صغيرة بحركة عين واحدة و كان يقرأ كتاب فى جلسة واحدة.

و الرئيس الآخر هو كينيدي الذي يعتبر أشهر القراء السريعين و الذي دأب على صقل موهبته فى هذا المجال و طور قدرته على اتساع مدى القراءة مستفيدا من ذلك فى قراءة المواضيع الكثيرة التي يجب عليه أن يقرأها يومياً.

و قد تضمنت مشاهير آخرون و لكن ضمنها لاثنين من رؤساء أمريكا قد يكون له مدلول على مردود الاهتمام بالقراءة السريعة على النجاح فى العمل. اذا عليك أنت أيضا أن تتدرب لتزيد من سرعة و فعالية القراءة لديك، و أن تختار مما ورد أو سيرد بإذن الله فى الحلقات القادمة من تقنيات لتركز عليها فى سبيل تحقيق ذلك ، فالقراءة كما ذكرنا فى المقدمة هى السبيل للوصول الى كثير من خيري الدنيا و الاخرة ، و نختم هذه المقدمة بان نقول "ربنا آتنا فى الدنيا حسنة و فى الآخرة حسنة و قنا عذاب النار".

سنتحدث فى هذه الحلقة باذن الله عن الظروف البيئية المناسبة للقراءة السريعة :

الاضاءة :

أفضل إضاءة للقراءة هي ضوء النهار ، و يفضل القرب من النافذة قدر المستطاع ، و بصفة عامة يفضل أن تكون الاضاءة متوازنة فى المكان كله فلا تركز مصباحا على الكتاب الذي تقرأه فهذا قد يكون مرهقا للعين ، و أفضل مكان لمصدر الضوء هو أن يكون فوق أكتافك قادما من اتجاه معاكس لليد التي تكتب بها ، فان كنت تكتب بيدك اليمني فأفضل مكان لمصدر الضوء هو من أعلى خلف كتفك الأيسر.

توفر ما تحتاجه:

لكي يكون ذهنك مستقرا فيجب أن توفر كل ما تحتاجه قبل أن تبدأ ففضلا عن المادة المقروءة اذا كنت تحتاج لأدوات مثل قلم أو أوراق لتدوين الملاحظات ، أو اذا كنت تفضل وجود مشروب ساخن أثناء القراءة ، باختصار ما يلزمك لكي لا تقوم و تحضره بعد بدء القراءة ، أيضا اذا أردت انجاز أي شيء خلال فترة قراءتك و كنت تعرفه مسبقا كإجراء مكالمة أو الذهاب للوضوء أو أي مهمة تنوي أن تقطع قرائتك لتؤديها فحاول انجازها أولاً قدر الامكان، ناهيك عن وجود رغبة فى الذهاب الى الحمام ، باختصار ابدأ القراءة محاولا قدر الإمكان ألا يقطعها شيء.

الراحة الجسدية:

تجنب أن يكون المقعد وثيرا جدا لدرجة أنك قد تنام أثناء القراءة ، و على العكس تجنب أيضاً المقعد الصلب الذي قد يؤلم عند الجلوس عليه لفترة ، أي أن خير الأمور الوسط، و احرص على أن يكون ظهرك مستقيما أثناء القراءة فهذا هو الوضع المثالي للقراءة و لتدوين الملاحظات كما أنه الأفضل من حيث تدفق الدم و الهواء فى الجسم، و انك عندما تكون جسدك منتبها فان ذهنك يكون منتبها كذلك.

إذا كان لديك برنامج كبير للقراءة أو المذاكرة فان مرضا بسيطا مثل البرد أو الصداع سيحدث تأثيراً على أداؤك، فاذا تكرر ذلك كثيرا فاطلب من طبيبك النصيحة.

و لا ننس المقولة الشهيرة : العقل السليم فى الجسم السليم ، لذا عليك أن ترتب لنفسك برنامجاً منتظماً للرياضة من أجل تجديد النشاط و تحسين الدورة الدموية و تحسين أداؤك بشكل عام ، و من المهم أن يكون هذا البرنامج منتظماً .

ارتفاع المقعد و المكتب:

الأفضل بالنسبة للمقعد هو الارتفاع الذي يجعل الفخذين موازيين للأرض، و أن تكون القدمين ملامستين للأرض بالكامل ( أو يمكنك وضع مسند) ، و ان يكون المكتب أعلى من المقعد بحوالى 20 سم.

المسافة بين العينين و المادة المقروءة:

أفضل مسافة لتقليل اجهاد العين هي حوالى 50 سم ، و لاثبات ذلك جرب النظر الى ابهامك عندما يلامس أنفك ، ثم ابعد يدك الى مسافة 50 سم تقريبا و لاحظ الفرق فى درجة اجهاد العين.

و أخيرا اذا كنت جالسا تقرأ و لا تكتب فيفضل وضع الكتاب فى يديك ، و ان لم يكن الحال كذلك فيمكنك وضع الكتاب على شيء يعطيه زاوية خفيفة فى اتجاهك.

البيئة الداخلية:

و بعد أن تحدثنا عن البيئة الخارجية ، لنتحدث عن البيئة الداخلية أي شعورك و احساسك الداخلي و انت مقدم على القراءة ، هل أنت سعيد لانك مقدم على شيء تحبه أم أنك مقبل على شيء أنت مرغم عليه ؟ اذا كنت مقتنعا باهمية و فائدة القراءة فيجب أن تهييء نفسك داخليا للشعور بالسعادة أثناء القراءة و بانك تفعل شيء تحبه ، فهذا له تأثير على قدرتك على القراءة الفعالة . و تجنب أن تكون مرغما على القراءة لسبب أو لآخر فراجع نفسك و عدل و راجع نيتك قبل القراءة ، و احرص على استحضار الكثير من النوايا الطيبة حتى تثاب عليها جميعاً بإذن الله ، فاستحضار النية يساعد على الاصرار على الانجاز و تحقيق أقصى استفادة. قال صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات" و هذا ليس فى القراءة فقط ، و لكن احرص على استحضار النية (بل العديد من النوايا) قبل البدء فى عمل ما و راجع نيتك أثناء العمل.

و الشيء بالشيء يذكر ، لذا سأورد هنا بعد الحديث عن النية اقتباسا من كتاب إخلاص النية  عن تحويل المباحات والعاديات إلى عبادات :

والإخلاص هو "إكسير" الأعمال، الذي إذا وضع على أي عمل ولو كان من المباحات والعادات حوله إلى عبادة وقربة لله تعالى،

وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لسعد: "إنك ما تنفق نفقة تبغي بها وجه الله تعالى إلا أثبت عليها، حتى اللقمة تضعها في في (أي فم) امرأتك".

وقال تعالى في شأن الذين يجاهدون في سبيله: (ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطؤن موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح، إن الله لا يضيع أجر المحسنين، ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة ولا يقطعون واديا إلا كتب لهم ليجزيهم الله أحسن ما كانوا يعملون).

فجعل جوعهم وعطشهم ومشيهم ونفقتهم مما يسجل لهم في رصيد حسناتهم عند الله عز وجل، مادام ذلك في سبيل الله، ولن تكون هذه الأشياء في سبيل الله إذا أداها المسلم لتكون كلمة الله هي العليا.

فتذكر أخي الكريم استحضار النية قبل القراءة ، بل و قبل أي عمل.

نعود لموضوعنا و إن كنا لم نخرج عنه:

تجنب القلق:

اذا كنت قلقا تجاه مشكلة ما فذلك بالتأكيد سيؤثر مستوى تركيزك و استيعابك بشكل ملحوظ، الا ان الجلسة السليمة سيكون لها باذن الله تعالي أثر ايجابي فى توصيل كمية أكسجين كبيرة الى المخ مما يساعد على الاسترخاء .، و طبعا لا حاجة الى ذكر البديهيات من محاول تجنب المشتتات الخارجية من ضوضاء و رنات هواتف ... الخ... قدر الإمكان طبعا ، فالبعض ظروفهم تسمح بإغلاق الهاتف لفترة القراءة و البعض لا يمكنهم ذلك ، و لكن لنقلل المشتتات و نتجنب الضغط العصبي قد المستطاع لنحقق أقصى فائدة من القراءة.

أفضل أوقات القراءة:

إن أفضل أوقات القراءة على الإطلاق هو الصباح الباكر و هو وقت البركة فى كل الأعمال ، و لكن قد لا يكون هذا الوقت متاحا أو قد لا يكون الوقت الأمثل لبعض الناس لسبب أو لآخر ، فاختبر أوقات اليوم المختلفة المتاحة بالنسبة لك ، و جرب أيها أكثر إثماراً و رتب جدول قراءتك على هذا الأساس.

الخلاصة :

اهتم فورا بالظروف الخارجية و خاصة جلستك و الاضاءة .

احرص على محاولة تحسين شعورك الداخلي قبل أن تبدأ القراءة، و أهم ما في ذلك استحضار كل ما تستطيع من نوايا طيبة قبل و أثناء القراءة.

جرب التوقيتات المختلفة و اختار انسبها لك.

دورة تدريبية فى القراءة الفعالة - فهرس مواضيع الدورة - اضغط هنـــــا

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زائر
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

  • تصفح هذا الموضوع مؤخراً   0 اعضاء متواجدين الان

    • لايوجد اعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحه
×
×
  • اضف...

Important Information