توافق أرواح الأحبة في الله
أخوتي الفضلاء
شهدت اليوم في هذا الصرح الطيب - ولو متأخرا - مبارزة بين الإخوة الأحبة ، تصدح يراعهم عن ألسنتهم ، كيف كانوا يعانون من الفرقة ولهيبها والغربة وحديدها ، حين كان هذا الصرح حبيس النقل و التنقل خلال أيام مضت عنا ، فأدركت ... لا بل تيقنت أننا على صواب من المسيرة ، وأننا على محجة بيضاء ليلها كنهارها ....
كل من هم بيننا إخوة لنا في الله ، تلتقي الأرواح وتتعارف ، وإن ابتليت الأجساد مساكنها بالغربة وبعد المفازات ، والقول الفصل لفهم ما نحن فيه ، للذي لا ينطق عن الهوى إن هو الا وحي يوحى .
فعَنْ عَائِشَةَ ر ضي الله عنها قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَ يَقُولُ: «الأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ؛ فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ، وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ».
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال: «الأرواح جنود مجندة؛ فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف»، وفي لفظ آخر: «الناس معادن كمعادن الفضة والذهب، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، والأرواح جنود مجندة؛ فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف».
أخرجه البخاري ( 3336) من حديث عمرة عن عائشة، وأخرجه مسلم (2638) من حديث سهيل بن أبي صالح عن أبيه، عن أبي هريرة، وفي ( 2638/160) من حديث يزيد الأصم عن أبي هريرة في ضمن حديث
وفيه قال النووي معلقا عليه: قال العلماء: معناه جموع مجتمعة أو أنواع مختلفة. وأما تعارفها فهو لأمر جعلها الله عليه. وقيل إنها موافقة صفاتها التي جعلها الله عليها وتناسبها في شيمها. وقيل لأنها خلقت مجتمعة ثم فرقت في أجسادها فمن وافق بشيمه ألفه ومن باعده نافره وخالفه.
ونقل عن مجاهد قال: رأى ابن عباس رضي الله عنهما رجلا فقال: «إن هذا ليحبني» قالوا: وما علمك؟ قال: «إني لأحبه، والأرواح جنود مجندة؛ فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف».
فلا غرو أن أمثالكم يأتلفون فهم طيبون معادنهم ذهب ، وعن غيرهم يختلفون .
وللحديث بقية..........
...............
6 تعليقات
Recommended Comments