اذهب الي المحتوي
أوفيسنا
  • تدوينات
    18
  • تعليقات
    42
  • قراءات
    149,527

سطور تقرأ .... من تواضع لله رفعه


أبو آدم

3,381 قراءات

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: التكبر شر من الشرك، فإن المتكبر يتكبر عن عبادة الله تعالى، والمشرك يعبد الله وغيره([1]).

وقال الفضيل عندما سئل عن التواضع ما هو؟ قال: أن تخضع للحق وتنقاد له، ولو سمعته من صبي قبلته، ولو سمعته من أجهل الناس قبلته([2]).

وعلى هذا القياس قل أهل التواضع في زماننا!! وهم أندر من الكبريت الأحمر! فتأمل من يقبل الحق من صبي أو من جاهل أو فقير؟!

ولهذا قيل عن التواضع: من يرى لنفسه قيمة فليس له من التواضع نصيب.

قال يوسف بن أسباط: يجزي قليل الورع من كثير العمل، ويجزي قليل التواضع من كثير الاجتهاد([3]).

وقال يحيى بن كثير مفصلاً الأمر: رأس التواضع ثلاث: أن ترضى بالدون من شرف المجلس، وأن تبدأ من لقيته بالسلام، وأن تكره المدحة والسمعة والرياء بالبر([4]).

وتأمل هذه الثلاث في نفسك وانظر أين مكانك الذي تحب في المجلس؟ أهو صدر المجلس وتحب أن تعظم ويفسح لك ويشار إليك بالأيدي أم هو نهاية المجلس.. والتواضع وعدم حب الظهور؟

ثم تأمل في حال السلام تجد العجب في عدم إلقائه بحرارة وشوق خاصة على الفقراء والعمال والصغار!!

وثالثة الأثافي حبك للمدح والثناء، بل ربما -والعياذ بالله- بادرت في صدر كل مجلس بذكر تبرعك وصيامك وحجك وجهدك وخدمتك لهذا الدين ثم تعرج على تعبك ونصبك لإصلاح الناس!

كان علي بن الحسن يقول: عجبت للمتكبر الفخور الذي كان بالأمس نطفة ثم هو غدًا جيفة، وعجبت كل العجب لمن شك في الله وهو يرى خلقه، وعجبت كل العجب لمن أنكر النشأة الأولى، وعجبت كل العجب لمن عمل لدار الفناء وترك دار البقاء([5]).

والمصيبة العظمى رضى الإنسان عن نفسه واقتناعه بعلمه، وهذه محنة قد عمت أكثر الخلق؛

................

حفظا للحقوق :

من تواضع لله رفعه .... عبدالملك القاسم

([1]) المستدرك على مجموع فتاوى ابن تيمية 1/16.

([2]) الإحياء 3/362.

([3]) الإحياء 3/361.

([4]) التواضع والخمول، ص155.

([5]) صفة الصفوة: 2/95.

2 تعليقات


Recommended Comments

روائع ... روائع كمن نقلها وكتبها

كم نحن محتاجون ان نتذكر هذا الكلام بين الحين والاخر ... عسى ان لايغيب عن خاطرنا ابدا ابدا

تشكر اخي نارت ... وجزاك الله كل الخير

وفقك الله

ابو الحارث

رابط هذا التعليق

تزدان المجالس بحضور طيفك يا أبا الحارث

جزاك الله خير الجزاء

أجزت فأبدعت

كم نحن محتاجون ان نتذكر هذا الكلام بين الحين والاخر ... عسى ان لايغيب عن خاطرنا ابدا ابدا

رابط هذا التعليق
×
×
  • اضف...

Important Information