اذهب الي المحتوي
أوفيسنا
بحث مخصص من جوجل فى أوفيسنا
Custom Search

أبومشعل

عضو جديد 01
  • Posts

    11
  • تاريخ الانضمام

  • تاريخ اخر زياره

السمعه بالموقع

0 Neutral

عن العضو أبومشعل

البيانات الشخصية

  • Gender (Ar)
    ذكر
  1. [align=center]بسم الله الرحمن الرحيم أيها العظماء : ليست العظمة التي تعرفونها لأنفسكم إلا منحة من الفقراء إليكم فلولا تواضعهم بين أيديكم ما علوتم ، ولولا تصاغرهم في حضرتكم ما استكبرتم فلا تجزوهم بالإحسان سوءا ، ولا تجعلوا الكفر مكان الشكر ، تستدفعوا النقم ، وتستديموا النعم . أيها العظماء : ما هذه القصور التي تسكنونها ، ولا هذه الدور التي تغمرونها ، وهذه الأردية التي تجرون أذيالها ، إلا ألوانا وأصباغا لا علاقة بينها وبين حقائق نفوسكم ، ولا صلة لها بجواهر أفئدتكم وقلوبكم ، وما هو إلا أن تطلع عليها شمس الحقيقة حتى تذهب بها ذهابها بألوان السحاب وأصباغ الثياب ، فإذا أنتم عراة مجرّدون ، لا تشفع لكم إلا فضائلكم ، ولا تنفعكم إلا مواهبكم ومزاياكم . أيها العظماء : لا عذر لكم في الكبرياء في جميع حالاتكم وشؤونكم ، فإن كنتم من أرباب الفضائل فحريّ بالفاضل أن لا يشوه وجه فضيلته برذيلة الكبرياء ، أولا ، فما تحمل الأرض على ظهرها أسمج وجها ، ولا أصلب خدا من جهلة المتكبرين ، فانظروا أين تنزلون ، وفي أيّ مقام تقيمون ؟ وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم[/align]
  2. جزاك الله خيرا أخي الغالي .. أبو وسم على مرورك وطيب عبارتك لك حبي وتقديري
  3. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، أما بعد فاعلم أنه قد أمر الله تعالى بالتفكر والتدبر في كتابه العزيز في مواضع لا تحصى وأثنى على المتفكرين فقال تعالى (( الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات الأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا ... الآية )) وقد قال ابن عباس رضي الله عنهما : إن قوما تفكروا في الله عز وجل فقال النبي صلى الله عليه وسلم (( تفكروا في خلق الله ولا تفكروا في الله )) وروي في الأثر عن أبى الدرداء ( تفكر ساعة خير من عبادة سنة ) وقال حاتم : من العبرة يزيد العلم ، ومن الذكر يزيد الحب ، ومن التفكر يزيد الخوف ) وقال الشافعي رحمه الله تعالى : ( استعينوا على الكلام بالصمت ، وعلى الاستنباط بالفكر ) ثم إن ثمرة الفكر هي العلم واستجلاب معرفة ليست حاصلة ، وإذا حصل العلم في القلب تغير حال القلب ، وإذا تغير حال القلب تغيرت أعمال الجوارح ، فالفكر إذا هو المبدأ ولمفتاح للخيرات كلها لأنه الذي ينقل من المكاره إلى المحاب ، ويهدي إلى استثمار العلوم ونتاج المعارف والفوائد . واعلم أن أنواع مجاري الفكر أربعة : الطاعات والمعاصي والصفات المهلكات والصفات المنجيات . فأما المعاصي : فينبغي أن يفتش الإنسان صبيحة كل يوم جميع أعضائه السبعة هم بدنه ، هل هو في الحال ملابس لمعصية فيتركها ، أو لابسها بالأمس فيتداركها بالترك والندم ، أو هو متعرض لها في نهاره فيستعد للاحتراز والتباعد عنها ، فينظر في اللسان ويقول : إنه متعرض للغيبة والكذب وتزكية النفس والاستهزاء بالغير والمماراة والممازحة والخوض فيما لا يعني إلى غير ذلك من المكاره ، فيقرر أولا في نفسه أنها مكروهة عند الله تعالى ، ويتفكر في شواهد القرآن والسنة على شدة العذاب فيها فيحترز منها . ويتفكر في سمعه أنه يصغي به إلى الغيبة والكذب وفضول الكلام وإلى اللهو ، وأنه ينبغي أن يحترز عنه . ويتفكر في بطنه أنه إنما يعصي الله تعالى فيه بالأكل والشرب : إما بكثرة الأكل من الحلال وذلك مكروه عند الله وإما بأكل الحرام والشبهة فيتفكر في الاحتراز عن مداخله ويتفكر في طريق الحلال وموارده . ويقررعلى نفسه أن العبادات كلها ضائعة مع أكل الحرام ، وأن أكل الحلال هو أساس العبادات كلها . فهكذا يتفكر في أعضائه حتى يحفظها . وأما الطاعات : فينظر أولا في الفرائض المكتوبة عليه أنه كيف يؤديها وكيف يحرسها عن النقصان والتقصير ، أو كيف يجبر نقصانها بالنوافل . ثم يرجع إلى عضو عضو فيتفكر في الأفعال التي تتعلق به مما يحبه الله تعالى ، ويعمل على أن يطيع الله تعالى بها ، ويتفكر فيما يرغبه في البدار إلى تلك الطاعات ، ويتفكر في إخلاص النية فيها ، وقس على هذا سائر الطاعات . وأما الصفات المهلكة التي محلها القلب : وهي استيلاء الشهوة والغضب والبخل والكبر والعجب والرياء والحسد وسوء الظن والغفلة والغرور وغير ذلك ، ويتفقد من قلبه هذه الصفات ويتفكر في طريق العلاج لها . وأما المنجيات : فهي التوبة والندم على الذنوب والصبر على البلاء ، والشكر على النعماء والخوف والرجاء ، والزهد في الدنيا ، والإخلاص والصدق في الطاعات ، ومحبة الله وتعظيمه ، والرضا بأفعاله ، والشوق إليه ، والخشوع والتواضع له . أما ذكر مجامع تلك الأحوال فلا يوجد فيه أنفع من قراءة القرآن بالتفكر ، فإن القرآن جامع لجميع المقامات والأحوال ، وفيه شفاء للعالمين ، فيه ما يورث الخوف والرجاء والصبر والشكر والمحبة والشوق وسائر الأحوال ، وفيه ما يزجر عن سائر الصفات المذمومة ، فينبغي أن يقرأه العبد ويردد الآية التي هو محتاج إلى التفكر فيها مرة بعد أخرى ولو مائة مرة ، فقراءة آية بتفكر وفهم خير من ختمة بغير تدبر وفهم . وكذلك مطالعة أخبار الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه قد أوتي جوامع الكلم ، وكل كلمة من كلماته بحر من بحور الحكمة ، ولو تأملها العالم حق التأمل لم ينقطع فيها نظره طول عمره . وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
  4. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، أما بعد فإن من أعظم ما يهتم به الداعية إلى الله هداية قومه وبلوغ الجهد في النصح لهم ، كما يتضح ذلك جليا لمن تدبر سورة نوح على سبيل المثال ، وكذا قصص سائر المرسلين ، حتى خاتمهم وسيدهم محمد صلى الله عليه وسلم ، وكذا أتباعهم كمؤمن آ ل فرعون الذي قال لقومه : ( يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرين في الأرض فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا ) ، وكحبيب النجار الذي حمل هم دعوة قومه في الحياة ، وأبلغ في النصح لهم بعد الاستشهاد : ( قال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين ) . إذا تأملت قوائم عظماء رجالات الإسلام من الرعيل الأول فمن بعدهم لرأيت أن علو الهمة هو القاسم المشترك بين كل هؤلاء الذين اعتزوا بالإسلام ، ووقفوا حياتهم لحراسة الملة وخدمة الأمة ، سواء كانوا علماء أو دعاة أو مجددين أو مجاهدين أو مربين أوعباد صالحين ، ولو لم يتحلوا بعلو الهمة لما كان لهم موضع في قوائم العظماء ، ولما تربعوا في قلوب أبناء أمتهم ، ولا تزينت بذكرهم صحائف التاريخ ، ولا جعل الله لهم لسان صدق في الآخرين . وأسوتهم في حمل هم الأمة- بل في كل باب من أبواب الخير- هو الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم ، الذي شارك المسلمين آلامهم ، وكان في حاجتهم حتى حطمه الناس صلى الله عليه وسلم ، فعن عبد الله بن شقيق قال : قلت لعائشة رضي الله عنها : ( أكان نبي الله صلى الله عليه وسلم يصلي جالسا ؟ ) قالت: ( بعد ما حطمه الناس ) . ومن أمثلة حمل هم الأمة قول حذيفة رضي الله عنه: ( كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير ، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني ) ، فإن سياق الحديث يشير بحرص حذيفة على تعميم الانتفاع بالإرشاد النبوي في زمن الفتنة إلى جميع المسلمين من بعده . وتأمل استنكاره صلى الله عليه وسلم دعاء الأعرابي: ( اللهم أرحمني ومحمدا ولا ترحم معنا أحدا ) وقوله له : ( لقد حجرت واسعا ) ، وكذا قوله صلى الله عليه وسلم : ( من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة ) رواه الطبراني وحسنه الألباني . وقوله صلى الله عليه وسلم في وصف أهل الجنة : ( ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم ) . والداعية على الله كبير الهمة يقدر تبعات هذا المقام الرفيع ، فهو يظمأ حيث يروي الناس ، ويسهر حيث ينامون ، ويجوع حيث يشبعون ، ويتعب حيث يستريحون ، ويقدم حيث يحجمون . عن علي رضيا الله عنه قال : ( كنا إذا احمر البأس ، ولقي القوم القوم اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فما يكون منا أحد أدنى من القوم منه ) . وعن البراء رضي الله عنه قال : ( كنا والله إذا احمر البأس نتقي به وإن الشجاع منا للذي يحاذي به صلى الله عليه وسلم ) . وعن أنس رضي الله عنه قال : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس ، وأجود الناس ، وأشجع الناس ، ولقد فزع أهل المدينة ذات ليلة ، فانطلق الناس قبل الصوت ، فاستقبلهم النبي صلى الله عليه وسلم قد سبق الناس إلى الصوت ، وهو يقول : ( لم تراعوا ، لم تراعوا ، وهو على فرس لأبي طلحة عري ما عليه سرج ، في عنقه سيف ، فقال : ( لقد وجدته بحرا ، أو : إنه لبحر ) . رواه البخاري قال صلى الله عليه وسلم : ( لأن يمشي أحدكم مع أخيه في قضاء حاجته ـ وأشار بإصبعه ـ أفضل من أن يعتكف في مسجدي ـ أي مسجد المدينة ـ هذا شهرين ) . وقال صلى الله عليه وسلم : ( من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ) . وتصف فاطمة بنت عبد الملك زوجها أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز فتقول : ( كان قد فرغ للمسلمين نفسه ، ولأمورهم ذهنه ، فكان إذا أمسى مساء لم يفرغ فيه من حوائج يومه ، وصل يومه بليلته ) . وكان الليث بن سعد رحمه الله : ( يجلس للمسائل، يغشاه الناس فيسألونه ، ويجلس لحوائج الناس ، لا يسأله أحد من الناس فيرده ، كبرت حاجته أو صغرت ) . وهذا شاعر الدعوة الإسلامية المعاصرة عمر بهاء الدين الأميري ، وهو في جناح طب القلب ، موصول الصدر إلى جهاز المراقبة الإلكتروني بأسلاك تفل من حركته ، يحقن في البطن كل يوم مرات بإبرلإماعة الدم ، وقد جاء الطبيب ، يسأل القائم على التمريض عن استراحة شاعرنا ، فيرد عليه باستغراب ، وبفهم يختلف عن فهمه ، فيقول : كلا رويدك يا طبيب وقد سألت: أما استراح ؟ هل يستريح الحر يوقد صدره العبء الرزاح ؟ وصلى الله وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه وسلم
  5. جزاك الله خيرا أخي أبو فهد .. شاكرا لك مرورك وجميل ردك
  6. بسم الله الرحمن الرحيم كم هو جميل أن يعيش الإنسان محمود السجايا ممدوح الطباع وصفحته بيضاء يشار إليه بالبنان في حياته ، وتذرف عليه العينان حين مماته ، وليس ذلك إلا لكونه ذلك الشهم الكريم الذي أينما حل نفع ، وأينما نزل ارتفع كالغيث المدرار المبارك الذي تحيا به الأرض ... فتراه محمودا بين أبناء جنسه .. وتظهر عليه سيما العارفين وأخلاق المؤمنين .. ورع شجاع لا يخاف في الله لومة لائم .. حليم متأن في جميع أموره .. فتراه إذا مر بأثره قالوا هذا أثر فلان بن فلان . وخذ لك زادين في رحلة --- ومن عمل صالح يدّخر وكن في الطريق عفيف الخطى --- شريف السماع كريم النظر وكن رجلا إن أتوا بعده --- يقولون مرّ وهذا الأثر ولم يكتسب تلك المحبة بين الناس إلا بطاعته لله فأحبه الله وقربه إليه وكتب له القبول في الأرض ، ثم إنك ترى شغله الشاغل وما يميزه عن أقرانه من العمل والتفاني من أجل خدمة الآخرين .. ثم إنه لا يلتفت إلى شكر الناس وعطاياهم .. بل يطلب الأجر والمثوبة من الله عز وجل .. فتراه غائبا وهو حاضر في قلوب المحبين .. وبعيدا وهو حاضر في ألسن الذاكرين .. وإذا ارتحل عن بلده حزن عليه أعداؤه قبل محبيه .. وذلك لأنهم لن يجدوا من يصبر على أذاهم ويتحمل أعباءهم مثله .. فهم يألمون لذهابه وانتقاله عنهم .. وإن لم يرَ ذلك على قسمات وجوههم .. أما المحبين والأصدقاء فالعين تدمع والقلب يوجع على فراق هذا الشجاع الكريم . فما أجمل أن يعيش الإنسان محمود العاقبة في الأولين والآخرين .. له في قلوب الناس متسع عظيم .. أوَلا ترون أنا نذكر أناسا ونستشهد بكلامهم ونقتفي آثارهم ، ولم تكتحل أعيننا برؤيتهم ، وليس ذلك إلا لشرفهم وفضلهم وتعلقهم بالله عز وجل ، وقذف حبهم في قلوب الناس ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم . دقات قلب المرء قائلة له --- إن الحياة دقائق وثوان فارفع لنفسك قبل موتك ذكرها --- فالذكر للإنسان عمر ثانِ وعند نهاية كل حي يبقى هذا الرجل شامخا في قلوب الناس وأذهانهم وذكراه العطرة تملأ أفواه المحبين وآذان المبجلين ويقولون : هذا جسد فلان بن فلان أكرم الله مثواه ، وجعل الجنة مأواه ، ولسانهم يلهج قائلا : اللهم اسق تربة فلان من الرحمة والغفران ، ونعم أجر العاملين . وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
  7. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، أما بعد إن النفس إذا ما تُركت لهواها سوف تتيه في مفاهيم وتفسيرات وحجج واهية ، تجدها هي الأصوب والأمثل ، فقد قال تعالى (( إن النفس لأمارة بالسوء )) فكيف يمكن ترويضها على تحمّل التكاليف والأعمال والأعباء . كيف نفسّر إذا قوله تعالى (( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها )) البقرة : 286 ، (( لا نكلف نفسا إلا وسعها )) المؤمنون : 62 ، فالتكليف هنا لأيّ نفس بلا تخصيص ، ولكن نأتي إلى أن الله لا يكلفها إلا (( وسعها )) ونقف قليلا نتأمل هذه الكلمة ، فالنفس أمارة بالسوء ، ولها طاقة التحمل عبّر عنها سبحانه ب (( وسعها )) فإذن لا بد أن توحي للإنسان عند أي تكليف بأنه فوق وسعها وليس بمقدورها أن تؤديه لأنه يكلفها وقتا وجهدا إضافة إلى أعمال وواجبات والتزامات كثيرة أخرى فلا بد من إلقاء التكاليف عنها وعدم تحميلها فوق طاقتها فالله يقول (( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها )) . ولكن أخي المسلم أنسيت أن الله تعالى يقول (( انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله )) التوبة : 41 . انظر وتأمل قوله تعالى (( ثقالا )) أي : فيه من المشقة ، لأنه هنالك ( ثقلٌ ) ولكن يفترض الله عليه النفرة في سبيله . فكيف نوفق إذن بين كلمتي (( ثقالا )) و (( وسعها )) ، التوفيق أخي المسلم أن تأخذ الأمر بعزيمة قوية لا تلين (( يا يحي خذ الكتاب بقوة )) عزيمة تخضع لها رؤوس الطغاة وتهاب منها فلول العداة . عزيمة ترى أن كل ما يملكه الإنسان من قوة وحواس وطاقة ونعمة هي ملك لله ، فلا بد أن تُستغل في طاعته ورضائه وحمل وتبليغ دعوته ، وربما يسأل سائل هل لديك فيما ذكرته أدلة تؤيد هذا ؟ نعم ، ما كان ذلك اجتهادا ولكن من الخط المستقيم الذي رسمه رسول الله صلى الله عليه وسلم لصحابته الكرام ، ألا تذكر قصة أبي أيوب الأنصاري عندما سمع قوله تعالى (( انفروا خفافا وثقالا )) كيف فسّرها شبابا وكهولا ؟ ثم ماذا عمل عند ذلك ؟ وكيف أدّى واجبه ؟ تذكّر قصة عمرو بن الجموح الأعرج الذي سعى للجهاد في سبيل الله فوقف له أبناؤه يردّونه لأنه أعرج ليس عليه حرج ولكنه يأبى ويطمع أن يطأ بعرجته الجنة ثم يأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يغزو ويستشهد . تذكّر قصة عبد الله بن أم مكتوم الأعمى الذي استأذن الرسول صلى الله عليه وسلم في أداء الصلاة في بيته لأنه أعمى فأذن له ولكن نزل عليه جبريل فنادى رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن أم مكتوم وسأله إن كان يسمع النداء فقال نعم فقال له خيرُ خلْق الله (( أجبْ )) رواه مسلم . تذكّر قيادة سعد بن أبي وقاص لمعركة القادسية وهو يشكو من دمامل لا تعينه على القتال ولا الجلوس ولكنه يأبى إلا أن يقود جيشه وهو نائم على بطنه ويوجههم ويرسم الخطط لهم . تذكّر علباء بن جحش العجلي وقد شُق بطنه في القادسية وخرجت أمعائه إلى خارج بطنه فنادى أخا له في الله وأعانه على إرجاع أمعائه إلى بطنه ثم أمسكها وهبّ واقفا مندفعا في صف العدو فسقط دونهم شهيدا . هذه أمثلة بسيطة وهنالك الكثير منها ، هاك هذا الإسم وارجع إلى كتب السيرة واقرأ عن ( حمراء الأسد ) . قائل يقول : إنهم صحابة ونحن أناس عاديون ! فنقول : وهذا هو المطلوب إن لم نكن مثلهم وإلا فلن نصل ، هم صحابة قدوة هم مثلٌ ، هم فسروا (( ثقالا )) و (( وسعها )) فإن لم نفسرها مثلهم لن نكون دعاة خير وبركة للإسلام : فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم *** إن التشبه بالكرام فلاح هذه هي النفس وهذا كسلها وعجزها يساعدها شيطان قد لعنه الله تعالى فأقسم أنه لن يترك الناس وسوف يأتيهم من كل جانب وصوب ثم يغويهم ، فلهذا لن تقدر عليهما إلا إذا خالفتها وعصيتهما وجعلت مبتغاك جنة عرضها السماوات والأرض وصرفت طاقتك لأجل رؤيته جل وعلا . وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
  8. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، أما بعد فإن حال المسلمين مع القرآن تستدعي الدراسة العميقة ، وذلك أن المسلمين بعد القرون الأولى ، انصرف اهتمامهم بكتابهم إلى ناحية التلاوة ، وضبط مخارج الحروف وإتقان الغُنن والمدود وما إلى ذلك مما يتصل بلفظ القرآن والحفاظ على تواتره كما جاءنا لكنهم بالنسبة لتعاملهم مع كتابهم صنعوا شيئا لم تصنعه الأمم الأخرى . إن كلمة (( قرأت )) عندما يسمعها الإنسان العادي تعني أن رسالة جاءته ، فنظر فيها وفهم المقصود ، والأمة الإسلامية لا أدري بأية طريقة فصلت بين التلاوة وبين التدبر ، فأصبح المسلم اليوم يقرأ القرآن لمجرد البركة ، كما يقولون دون وعي للمعاني والمغازي ، وهذا موقف مرفوض من الناحية الشرعية ، لقول الله تعالى (( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدّبروا آياته وليتذكر أولو الألباب )) ص : 29 . يعني الوعي والإدراك والتذكر والتدبر ، فأين التدبر ؟ وأين التذكر ؟ نعم ، قد يغيب عن الإنسان معنى كلمة ، قد تكون غريبة عليه ؛ لأن القرآن في درجة من البلاغة لم يتذوقها هو ، ولا يقبل إطلاقا أن ينتهي المسلم إلى ذلك النوع الذي ذكر الله تعالى ، حين وصف عباد الرحمن بقوله (( والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا )) الفرقان : 73 . وأجد اليوم أن الذين يخرون صما وعميانا كثيرون ، فالأمم الأخرى أدركت حال المسلمين مع كتاب ربهم ، لذلك وجدنا إذاعات عالمية تذيع القرآن حتى إسرائيل ، وكأنها اطمأنت إلى أن الأمة الإسلامية اليوم تسمع ولا تعي ، هذا موقف لا بد من علاجه . الأمة الإسلامية عندما هجرت كتابها ، أو على الأقل أخذت تقرأه على أنه تراتيل دينية ، فإنها فقدت صلتها بالكون ، فكانت النتيجة أن الذين درسوا الكون خدموا به الكفر ، واستطاعوا أن يسخروه لأنفسهم ومبادئهم وإلحادهم ، أما نحن ومع أن كتابنا كتاب تجاوب مع الكون ، بحيث لم نرَ كتابا سماويا أو مقدسا ، نوّه بعظمة الله في كونه ، أو بعظمة الكون ؛ لأن الله هو الخالق . كالقرآن الكريم . ما الذي صرفنا عن هذا كله ؟ صرفنا عنه أننا ما أحسسنا التلقي والتعامل مع القرآن أبدا ، وكنا نعتبر الخطأ الكبير فقط ألا يمد القارئ المد اللازم ، أو لا يغنّ الغُنّة ، أو لا يخفي الإخفاء ، وكل ذلك مطلوب لحماية الأداء القرآني ، أما وعي المعاني وإدراك الأحكام والتحقق بالعاطفة المناسبة من خلال تشرب معاني القرآن ، فقد اختفى في نفوسنا . هذا شيء لا بد أن نبدأ به ، وإلا فنحن معزولون عن ديننا وعن مصدره . القرآن الكريم كتاب يصنع النفوس ، ويصنع الأمم ، ويصنع الحضارات ، هذه قدرته وطاقته ، فأما أن يُفتح المصباح فلا يرى أحد النور ؛ لأن الأبصار مغلقة ، فالعيب عيب الأبصار التي أبت أن تنتفع بالنور ، والله تعالى يقول (( قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام )) المائدة : 16 . نحن ما اتبعنا رضوان الله ولا سبل السلام ، ولا استطعنا أن نقدّم سلاما للعالم ، ولا استطعنا أن ننقل هدايات القرآن للقارات الخمس ، هناك في عصرنا خمسة مليارات من البشر محجوبة عن أضواء القرآن لا تعرف عنه شيئا ، والسبب أن المسلمين أنفسهم محجوبون عن أضواء القرآن ، وفاقد الشيء لا يعطيه . وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
  9. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، أما بعد إن العاقل من راجع خطوة ، وتدبر أمره وحاسب نفسه ، والبصير من اعتبر بالحوادث واتعظ بالأيام وتحسب العواقب ، وكما ورد في الأثر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه (( حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قل أن توزن عليكم )) . وها نحن قد مر عام من الأعوام التي تمر ، ومضت حقبة من الحقب التي تطوى ، هل حاسبنا أنفسنا قبل أن تحاسبنا السنين ولن يفلتنا الله ، وهل وزنا أعمالنا ، أم أنها لا توزن وتذروها الرياح ويجعلها الله هباء منثورا . إن عنصر المحاسبة أصبح اليوم قانونا ودستورا للمؤسسات والأفراد والأمم والسلطات على اختلاف مشاربها إلا نحن ، وقوانين المراجعات والتقديرات وحساب الموازنات صار طبيعة ونظاما تسير عليه الشعوب غيرنا ، يجب أن تكون لنا وقفة مع أنفسنا أفرادا وشعوبا حكاما ومحكومين للمراجعة والمحاسبة والموازنة لأمور كثيرة وممارسات متعددة منها : • موازين الأمة البشرية : لماذا ينحدر الفرد في الأمة عقلا وحسا وخلقا ويصبح عبئا عليها بعد أن كان أداة فعالة لرفعتها وسؤددها ، لماذا لم نستطع تربية الكوادر المؤهلة لصياغة أمة قادرة على التحدي والمنافسة والمواكبة . • موازين الأمة المالية والاقتصادية : لماذا لم تستطع الأمة رغم كثرة مواردها المالية والبشرية أن تتحول إلى أمة منتجة مصدرة ، وظلت سوقا مفتوحة وأمة مستهلكة مستغلة منهوبة عاجزة عن كفاية نفسها صناعيا وزراعيا وأمنيا . • موازين الأمة الحضارية : لماذا تتوه الأمة عن موازينها الحضارية رغم أن العالم كله ينهل من حضارتها . يقول الفيلسوف الإنجليزي ( برناردشو ) ، (( لقد كان دين محمد موضع تقدير سام لما ينطوي عليه من حيوية مدهشة ، وأنه الدين الوحيد الذي له ملكة الهضم لأطوار التاريخ المختلفة والحياة كلها ، وأرى واجبا أن يدعى محمد صلى الله عليه وسلم منقذ البشرية ، وإن رجلا كشاكلته إذا تولى زعامة العالم الحديث فسوف ينجح في حل مشكلاته )) . • موازينها الاجتماعية والثقافية : لماذا تتحلل الأمة اجتماعيا وتهمش ثقافيا ولحساب من ؟ وتراثها الاجتماعي مفخرة الدهر : يقول العلامة ( شيرك ) عميد كلية الحقوق بجامعة فينا في مؤتمر الحقوق سنة 1927م (( إن البشرية لتفخر بانتساب رجل كمحمد صلى الله عليه وسلم إليها ، فقد استطاع قبل بضعة عشر قرنا أن يأتي بتشريع سنكون نحن الأوربيين أسعد ما نكون ، لو وصلنا إلى قمته بعد ألفي عام )) . • موازين الأمة الشعورية : لماذا يحس الفرد بالانتماء للأمة ، ولماذا فقد شعوره بالتعاطف والتناصر والإخاء الذي كان مصدر قوته وعصب رجولته ، لماذا أصبح لا يشعر بالزلازل والقوارع وهي تنهب جسد الأمة ، بل لماذا ينقلب حربا على أمته منتميا لسواها وخاضعا لتوجهها ، متنكرا لتاريخه المشرف كارها ونابذا لريادته العالمية والتراثية ، يقول ( غستاف لوبون ) ، (( إن سبب انحطاط الشرق هو تركه روح الإسلام )) ، ويقول العلامة ( مسمر ) ، (( إن الغربي لا يصير عالما إلا إذا ترك دينه بخلاف المسلم فإنه لا يترك دينه إلا إذا صار جاهلا )) . إن حصاد عامنا كسابقه بل قد يكون أشد وأسوأ ، على مستوى ثقافتنا أو قضايانا أو مشاكلنا الاجتماعية ، أما عن مستوى ثقافتنا ، فقد تخلينا عنها بل حاربناها مع أعدائنا ، فقد عمل أعداؤنا جاهدين أن يجعلوا الإسلام عدو العالم الأوحد بعد الشيوعية ، واشتغلت الساحة العالمية بالتخويف من الإسلام ووصفه بالإرهاب من غير تفريق وساعد على ذلك الصهاينة وأعداء الإسلام بغض النظر عن أسانيد تلك التهمة ، ووافقت هوى عند الكثيرين منا ! فهل نراجع الخطو قبل أن نندم ولات ساعة مندم ؟ !! وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
  10. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بخصوص الطباعة العكسية فإذا كان المقصود بالطباعة المقلوبه .. أي في ترتيب الصفحات .. فهي من اختصاص برنامج الوورد .. وهي كالتالي .. في القائمة أدوات، انقر فوق خيارات، ثم انقر فوق علامة التبويب طباعة. ضمن خيارات الطباعة، حدد خانة الاختيار عكس ترتيب الطباعة. وحياكم الله جميعا
×
×
  • اضف...

Important Information