اذهب الي المحتوي
أوفيسنا

أبو آدم

أوفيسنا
  • Posts

    3,292
  • تاريخ الانضمام

  • تاريخ اخر زياره

  • Days Won

    29

تدوينات المكتوبه بواسطه أبو آدم

  1. أبو آدم
    عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

    "إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشر، وإن من الناس مفاتيح للشر مغاليق للخير، فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه، وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه"

    [ابن ماجه ح237، وابن أبي عاصم في السنة، وحسنه الألباني بطرقه ، السلسلة الصحيحة ح1322]
  2. أبو آدم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




    مما قرأت من الروائع التي أجراها الله على لسان عباده الطيبين ، رائعة شعرية للإمام محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله



    فرأيت أن أشارككم بها ، حيث نظم الإمام فقال :




    المرء يُعرفُ فِي الأَنَامِ بِفِعْلِهِ



    وَخَصَائِلُ المَرْءِ الكَرِيم كَأَصْلِهِ



    إصْبِر عَلَى حُلْوِ الزَّمَانِ وَمُرّه



    وَاعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ..



    لا تَسْتَغِيب فَتُسْتَغابُ ، وَرُبّمَا



    مَنْ قَال شَيْئاً ، قِيْلَ فِيْه بِمِثْلِهِ



    وَتَجَنَّبِ الفَحْشَاءَ لا تَنْطِقْ بِهَا



    مَا دُمْتَ فِي جِدّ الكَلامِ وَهَزْلِهِ



    وَإِذَا الصَّدِيْقُ أَسَى عَلَيْكَ بِجَهْلِهِ



    فَاصْفَح لأَجْلِ الوُدِّ لَيْسَ لأَجْلِهِ ،



    كَمْ عَالمٍ مُتَفَضِّلٍ ، قَدْ سَبّهُ .!



    مَنْ لا يُسَاوِي غِرْزَةً فِي نَعْلِهِ !



    البَحْرُ تَعْلُو فَوْقَهُ جِيَفُ الفَلا ..



    وَالدُّرّ مَطْمُوْرٌ بِأَسْفَلِ رَمْلِهِ ،



    وَاعْجَبْ لِعُصْفُوْرٍ يُزَاحِمُ بَاشِقاً



    إلاّ لِطَيْشَتِهِ .. وَخِفّةِ ، عَقْلِهِ !



    إِيّاكَ تَجْنِي سُكَّرًا مِنْ حَنْظَلٍ ،



    فَالشَّيْءُ يَرْجِعُ بِالمَذَاقِ لأَصْلِهِ



    فِي الجَوِّ مَكْتُوْبٌ عَلَى صُحُفِ الهَوَى

    مَنْ يَعْمَلِ المَعْرُوْفَ يُجْزَ بِمِثْلِهِ
  3. أبو آدم
    يُرْوَى عَنْ مُعاذٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قوله :
    تَعَلَّمُوا العِلْمَ فإنّ تعلُّمَهُ لِلّهِ خَشْيَةً وَطَلَبَهُ عِبَادَةٌ ومُدَارَسَتَهُ تَسْبِيحٌ والبَحْثَ عنهُ جِهَادٌ وَتَعْلِيَمهُ مَنْ لا يَعْلَمُ صَدَقَةٌ وَبَذْلَهُ لأهْلِهِ قُرْبَةٌ وَهُوَ الأَنيِسُ في الوَحْدةِ والصاحِبُ في الخَلْوَةِ والدّلِيل على الدِّين والمُصَبِّرُ على السرَّاءِ الضَّرَّاءِ والوَزِيرُ عِندَ الإخِلاء والقَرِيبُ عندَ الغُرَباءِ وَمَنارُ سَبيلِ الجَنّةِ يَرْفَعُ اللهُ بِهِ أقْوَامًا فيجعلُهُمْ في الخَيْرِ قَادةً سادةً هُدَاةً يُقْتَدَى بهم أَدِلِّةً لِلْخَيرِ تُقْتَفَى آثارُهمْ وَتُرْمَقُ أَفْعالُهُمْ وَتَرْغَبُ الملائكةُ في خُلَّتِهمْ وبأَجنِحَتِهَا تمْسَحُهُمْ وَكُلُّ رَطْبِ ويابسٍ لهُمْ يَستغْفرُ حَتَّى حِيتَانُ البَحْرِ وَهَوامُّهُ وَسِبَاع البَرِّ وَأَنْعامُهُ والسَّماءُ وَنُجُومُها ، لأنَّ العِلْمَ حَيَاةُ القُلُوب مِنَ العَمَى وَنُورُ الأبْصَارِ مِنِ الظُلَمِ وَقوَّةُ الأبْدانِ مِنَ الضَّعْفِ يَبْلُغْ بِهِ العَبْدُ مَنَازلَ الأَبْرارِ والدَّرَجَاتِ العُلَى وَمُدَارَسَتُهُ بالقيام به يُطاع اللهُ عزَّ وجلَّ وَبِهِ يُعْبَدُ ، وَبِهِ يُوَحَّدُ ، وَبِهِ يُمَجَّدُ ، وَبِهِ يُتَوَرَّعُ ، وَبِهِ تُوصَلُ الأَرْحَامُ ، وَبِهِ يُعرفُ الحَلالُ والحرامُ ، وهو إمامٌ والعَمَلُ تابعُهُ يُلْهَمُهُ السُعداءُ وَيُحْرَمُهُ الأَشْقِياءُ .
  4. أبو آدم
    إن الحمد لله نحمده ، و نستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا .
    من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأ شهد أ ن محمداً عبدُه و رسولُه .



    والصلاة والسلام على عبده ورسوله وخيرته من خلقه وأمينه على وحيه نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبد الله ، وعلى آله وأصحابه ، ومن سلك سبيله واهتدى بِهُداهُ إلى يوم الدين.




    رأى أهل الرأي في هذه المجلة المباركة أن صنوف العلم متكاملة متراكبة لا تثمر أحداها إلا بإمتزاجها بالقليل من هذا الباب وذاك ، ولا بد من حديث قَلبٍ أو تَدّبُرِ رأي ، والتمعنُ والتَفكرُ فيما يدور حولنا وما يَطرأُ علينا ، فَشَرَفوني بالتكليف ، فسارعت للخيرات رَغَباً بما عندَ الله ، مآزراً لرأيهم ، طامعاً بِغُفرانٍ من ربّي ومَثُوبَة.



    أقول : هذا جهد المُقِّل فإقبلوه منّا ، سنلتقي في هذا المنبر بإذن الله ، نلبس رداء ابن الجوزية بِمُصَنَفِهَ - صيد الخاطر ، إسماً ، نستلهم ونلتمس تأملاتٍ وحكماً ونَقتبِسُ من أهل العلم فَضائِلَ عِلمِهم ، ونَتَطلّعُ لعُلو منازِلِهم .




    لقاؤنا اليوم مع ابن الجوزية ، عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي القرشي البغدادي - أبو الفرج - رحمه الله ، ومع مصنفه صيد الخاطر وتحديداً في فصل حقيقة زهد العلماء ، حيث اشار رحمه الله الى أمور عظيمة هداه الله لها ، حيث قال :



    تأملت التحاسد بين العلماء فرأيت منشأه من حب الدنيا فإن علماء الآخرة يتوادون ولا يتحاسدون كما قال عز وجل‏:‏ ‏"‏ وَلاَ يَجدُون في صُدُورِهِمْ حَاجَة مِمَّا أُوتُوا ‏"‏‏.‏




    - الآية : ( وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ ) : الحشر : 9




    ثم يقول رحمه الله : والأمر الفارق بين الفئتين‏،‏ أن علماء الدنيا ينظرون إلى الرياسة فيها ويحبون كثرة الجمع والثناء‏ ، وعلماء الآخرة بمعزل من إيثار ذلك وقد كانوا يتخوفونه ويرحمون من بلي به‏.‏




    أقول : حكمة عظيمة وفهم طيب أجراه الله تعالى على لسان هذا العالم الرباني الفَذّ ، ونحن أحوَجُ ما نكون لتأمل مثل هذه القراءات وتدبرها ، فنحن هنا ضمن مجتمع علمي ، نسعى بأمور دنيانا ، نتعلّم ونودِع عند المُتَعَلمين ، وتتدافع بين جنبات هذا الصرح العلمي فئام من الخلق بين هذا ( المعلم ) و ذاك ( المتعلم ) ، و نتدافع أبواب العلوم بيننا بين أخذ ورد ، تطور وتراجع ، نمو وخمول ، وبين الفينة و الأخرى تلمع نجوم ساطعات لإخوة أبدعوا يتحلق حولهم طلابهم ومريديهم ينهلون مما يودَعُ لهم من علم نافع طيب ، هو ثمار جهد وبذل وسهر لكلا الطرفين – بتوفيق من الله – .




    أقول : يودع لهم ولا يعطى لهم ، فما اودع لديك من العلم تعمل به وتودعه لغيرك فضلاً من الله ورحمة ، لا منّا و لا تفضلاً.



    فلا يظنن هذا او ذاك أن ما به هو من عند نفسه ... بل لا بد ان يوقن ويعتقد راضياً بانه فضل وتوفيق ملدن رب السموات العُلى ، توفيقاً وتفهيماً وترسيخاً ومحبة ، فهو سبحانه يشتري منا ما وَهَبَنا ، ويطرح محبتنا وقَبولنا في قلوب عباده ، رَحمةً وفَضلاً ملدنه .



    ولا بد ان يكون هذا اليقين المطابِقُ للحقِ رادعاً لنا عن التهافتِ على الرِياسة والكِبر و التَحاسُد والتَنافُر والتَناحر وطَلب بارقاتِ الفَضلِ حولنا وإستمراء المدح والثناء ، بل تخوّفٌ من كلِ ذلك وهَجرٌ له وإدبارٍ عنه والسَعيُ لإحتِضانِ و تَفَهيم من إبتُلي بها.




    أقول : شتان ما بين طالب الثناء ( الصيت والشهرة ) ومُتلقي وقابل الثناء الطَيِّب.




    وفي معجم المعاني الجامع



    الثَّناء : المدح
    الثَّناء : المَدْح ، والتقريظ والتَقْديرٌ والتَبْجِيلٌ إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِتَحْمِيدِ اللهِ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ ] حديث[
    أثنى عليه ثناءً عَطِرًا / أثنى عليه عاطِرَ الثَّناء : بالغ في مدحه وإطرائه ،
    ثناء : صيت ، شُهْرة ، سمعة حسنة




    - الحديث : قال أحمد في "مسنده" (6/18) : حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ ، حدثنا حيوة ، قال : أخبرني أبو هانئ حميد بن هانئ ، عن عمرو بن مالك الجنبي حدثنا ، أنه سمع فضالة بن عبيد صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يدعو في الصلاة ولم يذكر الله عز وجل ، ولم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " عجل هذا " ، ثم دعاه ، فقال له ولغيره : " إذا صلى أحدكم ، فليبدأ بتحميد ربه والثناء عليه ، ثم ليصل على النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم ليدع بعد بما شاء " .



    حديث حسن لذاته ، لأجل حميد بن هانئ وهو صدوق لا بأس به ، والحديث صححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم ، واجتباه النسائي ، وقال الترمذي : "حسن صحيح" .




    أقول : إن الحق ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من صُنع إليه معروف فقال لفاعله : جزاك الله خيراً فقدأ بلغ في الثناء ". رواه الترمذي



    فجزاء العمل يكون عند الله تبارك وتعالى ، فمن كان من علماء الآخرة فيكفيه عظيم الجزاء من الله بدعاءِ أخيه ، وينال بالغ الثناء في ثنايا دعائه ، ومن كان من علماء الدنيا إستَزاد من ثَناء الناسِ له كِبراً ، مُغفِلاً حُسنَ دُعاء أخيه وما فيه من عظيم جَزاءِ ربهِ وبالِغِ الثناء في طَياتِه.



    رضي الله عن علي إبن أبي طالب ، قال :




    العلم زين فكن للعلم مكتسباً
    وَكُنْ لَهُ طالبا ما عشْتَ مُقْتَبِسا
    اركن إليه وثق بالله واغنَ به
    وكن حليماً رزين العقل محترسا
    وَكُنْ فَتًى ماسكا مَحْضَ التُّقى ورعا
    للدِّيْنِ مُغْتَنِما لِلْعِلْمِ مُفْتَرسا
    فمن تخلقَ بالآداب ظلَّ بها
    رَئِيْسَ قَوْمٍ إِذَا ما فارق الرؤسا




    وحيث ان المقام لا يتسع لتفصيل المقال ، واللبيب بالإشارة يَفهَمُ ، نترك بإذن الله ، لكم تَدَبُر المُرام من هذا المقال ، ونستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه .



    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته




    نارت يحيى لبزو



    عمان في الرابع عشر من آذار للعام 2014




    ........




    نشر في مجلة الموقع لشهر ابريل 2014




    .......

  5. أبو آدم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    اخوتي في الله

    من على هذا المنبر الطيب نذكر بعضنا بالله ، ونخصص هذه الزاوية لترطيب الألسنة و القلوب بذكر الله
    والله المستعان ، وبسم الله وعونه أصول وأجول.

    عنْ أبي مُوسَى الأشعريِّ ، رضي اللَّه عنهُ ، عن النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ، قال : «مَثَلُ الذي يَذكُرُ ربَّهُ وَالذي لا يذكُرُهُ ، مَثَل الحيِّ والمَيِّتِ » رواهُ البخاري .
    ورواه مسلم فقال : « مَثَلُ البَيْتِ الَّذي يُذْكَرُ اللَّه فِيهِ ، وَالبَيتِ الذي لا يُذْكَرُ اللَّه فِيهِ ، مَثَلُ الحَيِّ والمَيِّتِ » .
    وعنْ أبي هُريرةَ ، رضي اللَّه عنْهُ ، أنَّ رسُولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قالَ : « يقُولُ اللَّه تَعالى : أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عبدي بي ، وأنا مَعهُ إذا ذَكَرَني ، فَإن ذَكرَني في نَفْسهِ ، ذَكَرْتُهُ في نَفسي ، وإنْ ذَكَرَني في ملإٍ ، ذكَرتُهُ في ملإٍ خَيْرٍ منْهُمْ » متَّفقٌ عليهِ .

    فإن أفضل ما اعتنى به المسلم في حياته ، وأنفع ما قضى به المؤمن أوقاته ذكره ربه سبحانه ، وملازمته دعاءه ، فإن ذلك خير ما تصرف فيه الأوقات ، وتمضى فيه الأنفاس ، بل هو أعظم أسباب سعادة العبد وراحته وطمأنينته وفلاحه في كل أموره ، وهو مفتاح لكل خير يناله العبد في الدنيا والآخرة .
  6. أبو آدم
    مما قرأت للشيخ / ناصر بن محمد الأحمد ، فيها تذكرة وعبرة وعظة

    يقول الشيخ ...

    إن الحمد لله...
    أما بعد: أيها المسلمون: المصائب أمر لا بد منها.
    من منا -أيها الأحبة- لم تنـزل به مصيبة أو يتعرض لمشكلة؟
    من لم يفقد حبيباً أو يخسر تجارة أو يتألم لمرض ونحوه؟.
    لقد ضرب النبي -صلى الله عليه وسلم- مثلاً معبراً للمؤمن في هذه الحياة، فقال: ((مثل المؤمن كمثل الزرع لا تزال الريح تميله، ولا يزال المؤمن يصيبه البلاء، ومثل المنافق كمثل شجرة الأَرْزِ لا تهتز حتى تُستحصد)) [رواه مسلم].
    لقد اختلطت جذور الزرع في الأرض وتماسكت، فالريح وإنْ أمالته لا تطرحه ولا تكسره ولا تسقطه. وكذلك المؤمن فإنّ المصائب وإنْ آلمته وأحزنته فإنها لا يمكن أنْ تهزمه أو تنال من إيمانه شيئاً، ذلك أنّ إيمانه بالله عاصمُه من ذلك.
    وهذه الدنيا مليئة بالحوادث والفواجع، والأمراض والقواصم، فبينا الإنسان يسعد بقرب عزيز أو حبيب إذا هو يفجع ويفاجأ بخبر وفاته، وبينا الإنسان في صحة وعافية وسلامة وسعة رزق إذا هو يُفجع ويفاجأ بمرض يكدر حياته ويقضي على آماله، أو بضياع مال، أو وظيفة تذهب معه طموحاته، وتفسد مخططاته ورغباته.
    في هذه الدنيا منح ومحن، وأفراح وأتراح، وآمال وآلام، فدوام الحال من المحال، والصفو يعقبه الكدر، والفرح فيها مشوب بترح وحذر. وهيهات أنْ يضحك من لا يبكي، وأنْ يتنعّم من لم يتنغَّصْ، أو يسعدَ من لم يحزنْ!.
    هكذا هي الدنيا، وهذه أحوالها، وليس للمؤمن الصادق فيها إلا الصبر، فذلكم دواء أدوائها. قال الحسن -رحمه الله-: "جرَّبْنا وجرَّب المجرِّبون فلم نر شيئاً أنفع من الصبر، به تداوى الأمور، وهو لا يُداوى بغيره". وما أعطي أحد عطاء خيراً أوسع من الصبر، وكان أمر المؤمن من بين الناس أمراً عجيباً لأنّه ((إنْ أصابته سراءُ شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراءُ صبر فكان خيراً له)) -كما صح ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم-.
    أيها المسلمون: أمرنا الله بالصبر، وجعله من أسباب العون والمعيّة الإلهية، فقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [(153) سورة البقرة] ثم أخبر مؤكِّداً أنّ الحياة محل الابتلاء بالخوف والجوع ونقص الأرزاق والأموال والأنفس والثمرات، وأطلق البشرى للصابرين، وأخبر عن حالهم عند المصائب، وأثبت جزاءهم، فقال: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إنَّا لِلَّهِ وَإنَّا إلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْـمُهْتَدُونَ} [(155-157) سورة البقرة]. فالصبر سبب بقاء العزيمة، ودوام البذل والعمل، وما فات لأحد كمال إلا لضعف في قدرته على الصبر والاحتمال، وبمفتاح عزيمة الصبر تُعالج مغاليق الأمور، وأفضل العُدَّة الصبر على الشدَّة.

    انتهى الإقتباس
  7. أبو آدم
    ضوابط وقواعد يحتاجها المسلم في زمن الفتن

    لا تتبع العاطفة وقيِّدها بالشرع
    التثبت في النقل وعدم التعجل
    إيَّاك والجهل واحرص على العلم والتعلم
    عند الاختلاف، إياك والصغار والزم الكبار
    إياك والأمور الحادثة والزم السنة
    إياك أن تقترب من الفتنة وابتعد عنها
    منع الفتنة أسهل من رفعها
    احذر الهوى عندما تأخذ بالفتوى وخذ بما أضاءه الدليل
    إن كنت عامياً لا تأخذ الفتوى بالتشهي وقلِّد الأعلم
    إيَّاك والتقلب واثبت على الدين بنور القرآن والسنة
    لا تنازع النصوص بما تريد واجعل ما تريد على وفق النصوص
    احذر الفرقة والزم الجماعة
    إياك والظلمة والشر والعذاب والزم العدل وأهله والخير وأهله
    لا تتطلب الفتن واستعذ بالله من شرها
    لا تغتر بزخرفة الفتن وانظر إلى حقيقتها ببصيرة المؤمن
    احذر الغلو والزم الاعتدال
    احذر العقوق وأدي الحقوق
    احذر قصر النظر واعرف الحق بأصله وأثره


    من شرح كتاب الفتن وأشراط الساعة من صحيح الإمام مسلم
  8. أبو آدم
    اللهم يا خالق الموت ، و بارئ الموت ، بارك لنا في الموت ، و ما بعد الموت ،

    اللهم إنا نعوذ بك من سكرات الموت ،

    اللهم إنا نعوذ بك من عذاب القبر ،

    اللهم أَنِس وحشتنا بلِقائك يا رب العالمين ،

    اللهم إنا نعوذ بك من ظُلُماتِ يوم القيامة ،

    اللهم إنا نعوذ بك من الشِدائد ،

    اللهم إنا نعوذ بك من يوم التغابن ،

    اللهم إنا نعوذ بك من سوء المنقلب ،

    اللهم إنا نعوذ بك من سوء الحساب ،

    اللهم إنا نعوذ بك من خزي الدنيا و عذاب الأخرة ،

    اللهم إنا نعوذ بك من تَبِعاتِ خلقك علينا

    يا أرحم الراحمين.
  9. أبو آدم
    إن الحمد لله نحمده ، و نستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا .
    من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأ شهد أ ن محمداً عبدُه و رسولُه .
    يَاأَيها الذين آ مَنُوا اتقُوا اللهَ حَق تُقَا ته ولاتموتن إلا وأنتم مُسلمُون
    يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً
    يَا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قَولاً سَديداً يُصلح لَكُم أَعما لكم وَ يَغفر لَكُم ذُنُوبَكُم وَمَن يُطع الله وَرَسُولَهُ فَقَد فَازَ فَوزاً عَظيماً

    أ ما بعد ........


    تتصارع الخواطر وتتدافع وتتوالى وتتنافس وتتفلت، ولا بد لها من متنفس ، وهذا لها بإذن الله وفضله.

    وأول ما أقول:

    اللهم يا الله ... اللهم يا مجيب الدعاء
    اللهم اني أسألك باسمك الاعظم أن تجزي القائمين على هذا الموقع المبارك خير ما تجزي عبدا عن فعل الخيرات والسعي بنشر العلم والطاعات
    اللهم بارك بهم ولهم
    اللهم أحسن اليهم كما أحسنوا الينا
    اللهم عبدك وابن عبدك " محمد طاهر" بارك له بعمره ورزقه وولده وأهل بيته .

    هنا وبإذن الله

    نستجمع الأفكار ، ونشحذ الهمم ... ونستدعي خمائل نفوسنا ... وما طوي من صفحات الآمال العالية الشامخة الجميلة

    بكلمات ندية ، يعلوها عبق الهمة

    علمني ربي ورسول الأمة ... أن الخير بأصحاب الهمة
    و المؤمن قوة ... كل القوة ، لا بل خير القوة

    علمني شيخي أن أصمت ردحا ... وحين أنطق ، أنطق خيرا
    علمني شيخي أن النصح أمانة ... و أن كتم العلم ... عين خيانة


    فهنا ... صيد الخواطر ... ورد جميل ... لكم في عنقي ... أمانة

    و للحديث بقية ....

    ......
  10. أبو آدم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    في أول القول وبإسم الله نثرنا بعض القول ...
    وتبارى الأخوة بالفضل ... والكلم الطيب ... أعظم فضل

    في هذه المدونة المتاحة بفضل من الله ، سخر لنا فيها ... أطيب الأهل وأطيب الصحب وأطيب الرفاق

    تشبثت هنا بقولي ... وصحبي ورفاق درب أحبه

    فهنا لا تخرم المرؤة ... ولا تراق الوجوه .... ولا يشاد البناء على أضرحة الرجال

    هنا الحب في الله .....

    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (سبعة يظلهم الله في ظلّه يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله رب العالمين ) أخرجه البخاري ومسلم .

    ولكم ... كلكم ... أحبكم في الله .

    وللحديث بقية

    ..............
  11. أبو آدم
    أخوتي الفضلاء

    شهدت اليوم في هذا الصرح الطيب - ولو متأخرا - مبارزة بين الإخوة الأحبة ، تصدح يراعهم عن ألسنتهم ، كيف كانوا يعانون من الفرقة ولهيبها والغربة وحديدها ، حين كان هذا الصرح حبيس النقل و التنقل خلال أيام مضت عنا ، فأدركت ... لا بل تيقنت أننا على صواب من المسيرة ، وأننا على محجة بيضاء ليلها كنهارها ....

    كل من هم بيننا إخوة لنا في الله ، تلتقي الأرواح وتتعارف ، وإن ابتليت الأجساد مساكنها بالغربة وبعد المفازات ، والقول الفصل لفهم ما نحن فيه ، للذي لا ينطق عن الهوى إن هو الا وحي يوحى .

    فعَنْ عَائِشَةَ ر ضي الله عنها قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَ يَقُولُ: «الأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ؛ فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ، وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ».

    وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال: «الأرواح جنود مجندة؛ فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف»، وفي لفظ آخر: «الناس معادن كمعادن الفضة والذهب، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، والأرواح جنود مجندة؛ فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف».


    أخرجه البخاري ( 3336) من حديث عمرة عن عائشة، وأخرجه مسلم (2638) من حديث سهيل بن أبي صالح عن أبيه، عن أبي هريرة، وفي ( 2638/160) من حديث يزيد الأصم عن أبي هريرة في ضمن حديث

    وفيه قال النووي معلقا عليه: قال العلماء: معناه جموع مجتمعة أو أنواع مختلفة. وأما تعارفها فهو لأمر جعلها الله عليه. وقيل إنها موافقة صفاتها التي جعلها الله عليها وتناسبها في شيمها. وقيل لأنها خلقت مجتمعة ثم فرقت في أجسادها فمن وافق بشيمه ألفه ومن باعده نافره وخالفه.

    ونقل عن مجاهد قال: رأى ابن عباس رضي الله عنهما رجلا فقال: «إن هذا ليحبني» قالوا: وما علمك؟ قال: «إني لأحبه، والأرواح جنود مجندة؛ فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف».

    فلا غرو أن أمثالكم يأتلفون فهم طيبون معادنهم ذهب ، وعن غيرهم يختلفون .

    وللحديث بقية..........
    ...............
  12. أبو آدم
    هذه طائفة من الأحاديث الصحيحة في فضائل سورة الكهف

    عن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عُصم من الدجال وفي رواية ـ من آخر سورة الكهف ـ ) [ رواه مسلم ] ..

    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عُصم من " فتنة " الدَّجال ) [ صححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة / 582 ] ..

    وقال صلى الله عليه وسلم : ( من قرأ سورة الكهف ) [ كما أنزلت ] كانت له نورا يوم القيامة ، من مقامه إلى مكة ، و من قرأ عشر آيات من آخرها ثم خرج الدجال لم يضره ، و من توضأ فقال : سبحانك اللهم و بحمدك [ أشهد أن ] لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك ، كتب في رق ، ثم جعل في طابع ، فلم يكسر إلى يوم القيامة ) [ صححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة / 2651 ] ..

    وقال عليه الصلاة والسلام : ( من قرأ سورة ( الكهف ) ليلة الجمعة، أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق ) [ صححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب / 736 ] ..

    وقال صلى الله عليه وسلم : ( من قرأ سورة ( الكهف ) في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين ) [ صححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب / 736 ] ..

    ...........
  13. أبو آدم
    اللهم صل وسلم على نبينا محمد و آله و صحبه،
    اللهم إنا نسألك بأن لك الحمد ، لا إله إلا أنت الحنان بديع السماوات و الأرض ، ذا الجلال و الإكرام يا حي يا قيوم ،
    اللهم إنا نسألك بأنا نشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد ،
    لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين ،
    اللهم اجعل لأهل سوريا فرجا و مخرجا ، اجعل لهم فرجا و مخرجا ، اجعل لهم فرجا و مخرجا ،
    اللهم و احقن دماءهم ، و احفظ أعراضهم ، و آمنهم في و طنهم ،
    اللهم و اكشف عنهم البلاء ، اكشف عنهم البلاء ، اكشف عنهم البلاء ،
    اللهم و قاتل الظلمة المتجبرين ، يا جبار يا قهار قاتل المتجبرين الفجار ، اللهم خذهم أخذ عزيز مقتدر ، و أرح البلاد و العباد منهم يا عزيز ،
    اللهم و الطف بعبادك المسلمين في كل مكان يا رحيم يا رحمن ،
    اللهم انصر الإسلام و أعز المسلمين ، و أعلِ بفضلك رايتي الحق و الدين ،
    اللهم كن لأهل السنة يا ذا القوة و المنة ،
    اللهم و أنعم علينا بالأمن و الأمان يا لطيف يا منان ،
    و الحمد لله رب العالمين .
  14. أبو آدم
    عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب :

    لا إله إلا الله الحليم العظيم لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله إلا الله رب السموات والأرض ورب العرش الكريم

    رواه البخاري ومسلم
  15. أبو آدم
    سبحانك يا منتهى أمل الآملين
    ويا غاية سؤال السائلين
    ويا أقصى طلب الطالبين
    ويا أغنى رغبة الراغبين
    سبحانك يا ولي الصالحين
    سبحانك يا أمان الخائفين
    يا مجيب دعوة المضطرين
    يا ذخر المعدمين
    يا كنز البائسين
    يا غياث المستغيثين
    يا قاضي حوائج الفقراء والمساكين
    ها نحن بباب كرمك واقفون، ولنفحات بركاتك متعرضون، وبحبلك الشديد معتصمون ، وبعروتك الوثقى مستمسكون
    إلهنا ... إلهنا تواضعت الجبابرة لهيبتك ، وعنت الوجوه لخشيتك ، انقاد كل شيء لعظمتك
    إلهنا ... إلهنا نشهدك ونشهد ملائكتك وحملة عرشك انك أنت الحي القيوم ونحن ميتون
    إلهنا ... نشهدك ونشهد ملائكتك وحملة عرشك انك أنت الله الواحد الأحد الصمد، وانك الغني عن الشريك والولد، نشهدك ونشهد ملائكتك وحملة عرشك انك أنت الله البارئ الخالق المصور، الكل مخلوق بإرادتك ، حي بقدرتك ، ميت بمشيئتك ، سبحان المتفرد بالعظمة والكبرياء ، سبحان الدائم الذي لا يلحقه فناء
    إلهنا ... أنت الدائم ولا دائم سواك ، أنت الباقي ولا باقي غيرك
    إلهنا ... إلهنا ضل من كان على سواك اعتماده ، وخاب من كان في غيرك أمله
    تقدست يا مولانا عن أن يرجى سواك ، وتنزهت يا سيدنا عن أن يستغاث بغيرك
    إلهنا ... إلهنا أنت ربنا وخالقنا ورازقنا
    إلهنا ... أنت أهل ألا يغتر بك الصديقون، ولا ييأس منك المجرمون، تعالى ذكرك عن المذكورين وتقدست أسمائك عن المنسوبين ، وفشت نعمتك في جميع المخلوقين، فلك الحمد على ذلك يا رب العالمين
  16. أبو آدم
    فَأَعْظَمُ أَسْبَابِ شَرْحِ الصَّدْرِ التَّوْحِيدُ، وَعَلَى حَسَبِ كَمَالِهِ وَقُوَّتِهِ وَزِيَادَتِهِ يَكُونُ انْشِرَاحُ صَدْرِ صَاحِبِهِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: (أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ) [الزمر: 22] وَقَالَ تَعَالَى : (فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ) [الأنعام: 125] [الْأَنْعَامِ 125] .
    فَالْهُدَى وَالتَّوْحِيدُ مِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ شَرْحِ الصّدْرِ، وَالشِّرْكُ وَالضَّلَالُ مِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ ضِيقِ الصَّدْرِ وَانْحِرَاجِهِ، وَمِنْهَا: النُّورُ الَّذِي يَقْذِفُهُ اللَّهُ فِي قَلْبِ الْعَبْدِ، وَهُوَ نُورُ الْإِيمَانِ، فَإِنَّهُ يَشْرَحُ الصَّدْرَ وَيُوَسِّعُهُ وَيُفْرِحُ الْقَلْبَ. فَإِذَا فُقِدَ هَذَا النُّورُ مِنْ قَلْبِ الْعَبْدِ ضَاقَ وَحَرَجَ، وَصَارَ فِي أَضْيَقِ سِجْنٍ وَأَصْعَبِهِ.
    وَقَدْ رَوَى الترمذي فِي " جَامِعِهِ " عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: ( «إِذَا دَخَلَ النُّورُ الْقَلْبَ انْفَسَحَ وَانْشَرَحَ. قَالُوا: وَمَا عَلَامَةُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: الْإِنَابَةُ إِلَى دَارِ الْخُلُودِ، وَالتَّجَافِي عَنْ دَارِ الْغُرُورِ، وَالِاسْتِعْدَادُ لِلْمَوْتِ قَبْلَ نُزُولِهِ» ) . فَيُصِيبُ الْعَبْدَ مِنِ انْشِرَاحِ صَدْرِهِ بِحَسَبِ نَصِيبِهِ مِنْ هَذَا النُّورِ، وَكَذَلِكَ النُّورُ الْحِسِّيُّ، وَالظُّلْمَةُ الْحِسِّيَّةُ، هَذِهِ تَشْرَحُ الصَّدْرَ، وَهَذِهِ تُضَيِّقُهُ.
    وَمِنْهَا: الْعِلْمُ، فَإِنَّهُ يَشْرَحُ الصَّدْرَ، وَيُوَسِّعُهُ حَتَّى يَكُونَ أَوْسَعَ مِنَ الدُّنْيَا، وَالْجَهْلُ يُورِثُهُ الضِّيقَ وَالْحَصْرَ وَالْحَبْسَ، فَكُلَّمَا اتَّسَعَ عِلْمُ الْعَبْدِ انْشَرَحَ صَدْرُهُ وَاتَّسَعَ، وَلَيْسَ هَذَا لِكُلِّ عِلْمٍ، بَلْ لِلْعِلْمِ الْمَوْرُوثِ عَنِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ الْعِلْمُ النَّافِعُ، فَأَهْلُهُ أَشْرَحُ النَّاسِ صَدْرًا، وَأَوْسَعُهُمْ قُلُوبًا، وَأَحْسَنُهُمْ أَخْلَاقًا، وَأَطْيَبُهُمْ عَيْشًا.
    وَمِنْهَا: الْإِنَابَةُ إِلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وَمَحَبَّتُهُ بِكُلِّ الْقَلْبِ وَالْإِقْبَالُ عَلَيْهِ وَالتَّنَعُّمُ بِعِبَادَتِهِ، فَلَا شَيْءَ أَشْرَحُ لِصَدْرِ الْعَبْدِ مِنْ ذَلِكَ. حَتَّى إِنَّهُ لَيَقُولُ أَحْيَانًا: إِنْ كُنْتُ فِي الْجَنَّةِ فِي مِثْلِ هَذِهِ الْحَالَةِ فَإِنِّي إِذًا فِي عَيْشٍ طَيِّبٍ.
    وَلِلْمَحَبَّةِ تَأْثِيرٌ عَجِيبٌ فِي انْشِرَاحِ الصَّدْرِ وَطِيبِ النَّفْسِ وَنَعِيمِ الْقَلْبِ، لَا يَعْرِفُهُ إِلَّا مَنْ لَهُ حِسٌّ بِهِ، وَكُلَّمَا كَانَتِ الْمَحَبَّةُ أَقْوَى وَأَشَدَّ كَانَ الصَّدْرُ أَفْسَحَ وَأَشْرَحَ، وَلَا يَضِيقُ إِلَّا عِنْدَ رُؤْيَةِ الْبَطَّالِينَ الْفَارِغِينَ مِنْ هَذَا الشَّأْنِ، فَرُؤْيَتُهُمْ قَذَى عَيْنِهِ، وَمُخَالَطَتُهُمْ حُمَّى رُوحِهِ.
    وَمِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ ضِيقِ الصَّدْرِ الْإِعْرَاضُ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى، وَتَعَلُّقُ الْقَلْبِ بِغَيْرِهِ، وَالْغَفْلَةُ عَنْ ذِكْرِهِ، وَمَحَبَّةُ سِوَاهُ، فَإِنَّ مَنْ أَحَبَّ شَيْئًا غَيْرَ اللَّهِ عُذِّبَ بِهِ، وَسُجِنَ قَلْبُهُ فِي مَحَبَّةِ ذَلِكَ الْغَيْرِ، فَمَا فِي الْأَرْضِ أَشْقَى مِنْهُ، وَلَا أَكْسَفُ بَالًا، وَلَا أَنْكَدُ عَيْشًا، وَلَا أَتْعَبُ قَلْبًا، فَهُمَا مَحَبَّتَانِ، مَحَبَّةٌ هِيَ جَنَّةُ الدُّنْيَا، وَسُرُورُ النَّفْسِ، وَلَذَّةُ الْقَلْبِ، وَنَعِيمُ الرُّوحِ وَغِذَاؤُهَا وَدَوَاؤُهَا، بَلْ حَيَاتُهَا وَقُرَّةُ عَيْنِهَا، وَهِيَ مَحَبَّةُ اللَّهِ وَحْدَهُ بِكُلِّ الْقَلْبِ، وَانْجِذَابُ قُوَى الْمَيْلِ وَالْإِرَادَةِ، وَالْمَحَبَّةُ كُلُّهَا إِلَيْهِ.
    وَمَحَبَّةٌ هِيَ عَذَابُ الرُّوحِ، وَغَمُّ النَّفْسِ، وَسِجْنُ الْقَلْبِ، وَضِيقُ الصَّدْرِ، وَهِيَ سَبَبُ الْأَلَمِ وَالنَّكَدِ وَالْعَنَاءِ، وَهِيَ مَحَبَّةُ مَا سِوَاهُ سُبْحَانَهُ.
    وَمِنْ أَسْبَابِ شَرْحِ الصَّدْرِ دَوَامُ ذِكْرِهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ، وَفِي كُلِّ مَوْطِنٍ، فَلِلذِّكْرِ تَأْثِيرٌ عَجِيبٌ فِي انْشِرَاحِ الصَّدْرِ وَنَعِيمِ الْقَلْبِ، وَلِلْغَفْلَةِ تَأْثِيرٌ عَجِيبٌ فِي ضِيقِهِ وَحَبْسِهِ وَعَذَابِهِ.
    وَمِنْهَا: الْإِحْسَانُ إِلَى الْخَلْقِ وَنَفْعُهُمْ بِمَا يُمْكِنُهُ مِنَ الْمَالِ وَالْجَاهِ وَالنَّفْعِ بِالْبَدَنِ وَأَنْوَاعِ الْإِحْسَانِ، فَإِنَّ الْكَرِيمَ الْمُحْسِنَ أَشْرَحُ النَّاسِ صَدْرًا، وَأَطْيَبُهُمْ نَفْسًا، وَأَنْعَمُهُمْ قَلْبًا، وَالْبَخِيلُ الَّذِي لَيْسَ فِيهِ إِحْسَانٌ أَضْيَقُ النَّاسِ صَدْرًا، وَأَنْكَدُهُمْ عَيْشًا، وَأَعْظَمُهُمْ همًّا وَغَمًّا. وَقَدْ ( «ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصَّحِيحِ مَثَلًا لِلْبَخِيلِ وَالْمُتَصَدِّقِ كَمَثَلِ رَجُلَيُنِ عَلَيْهِمَا جُنَّتَانِ مِنْ حَدِيدٍ، كُلَّمَا هَمَّ الْمُتَصَدِّقُ بِصَدَقَةِ اتَّسَعَتْ عَلَيْهِ وَانْبَسَطَتْ حَتَّى يَجُرَّ ثِيَابَهُ وَيُعْفِيَ أَثَرَهُ، وَكُلَّمَا هَمَّ الْبَخِيلُ بِالصَّدَقَةِ لَزِمَتْ كُلُّ حَلْقَةٍ مَكَانَهَا وَلَمْ تَتَّسِعْ عَلَيْهِ» ) فَهَذَا مَثَلُ انْشِرَاحِ صَدْرِ الْمُؤْمِنِ الْمُتَصَدِّقِ، وَانْفِسَاحِ قَلْبِهِ، وَمَثَلُ ضِيقِ صَدْرِ الْبَخِيلِ، وَانْحِصَارِ قَلْبِهِ.
    وَمِنْهَا الشَّجَاعَةُ، فَإِنَّ الشُّجَاعَ مُنْشَرِحُ الصَّدْرِ، وَاسِعُ الْبِطَانِ، مُتَّسِعُ الْقَلْبِ، وَالْجَبَانُ أَضْيَقُ النَّاسِ صَدْرًا، وَأَحْصَرُهُمْ قَلْبًا، لَا فَرْحَةٌ لَهُ وَلَا سُرُورٌ، وَلَا لَذَّةٌ لَهُ، وَلَا نَعِيمٌ إِلَّا مِنْ جِنْسِ مَا لِلْحَيَوَانِ الْبَهِيمِيِّ، وَأَمَّا سُرُورُ الرُّوحِ وَلَذَّتُهَا وَنَعِيمُهَا وَابْتِهَاجُهَا فَمُحَرَّمٌ عَلَى كُلِّ جَبَانٍ، كَمَا هُوَ مُحَرَّمٌ عَلَى كُلِّ بَخِيلٍ، وَعَلَى كُلِّ مُعْرِضٍ عَنِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ، غَافِلٍ عَنْ ذِكْرِهِ، جَاهِلٍ بِهِ وَبِأَسْمَائِهِ تَعَالَى وَصِفَاتِهِ وَدِينِهِ، مُتَعَلِّقِ الْقَلْبِ بِغَيْرِهِ.
    وَإِنَّ هَذَا النَّعِيمَ وَالسُّرُورَ يَصِيرُ فِي الْقَبْرِ رِيَاضًا وَجَنَّةً، وَذَلِكَ الضِّيقُ وَالْحَصْرُ يَنْقَلِبُ فِي الْقَبْرِ عَذَابًا وَسِجْنًا.
    فَحَالُ الْعَبْدِ فِي الْقَبْرِ كَحَالِ الْقَلْبِ فِي الصَّدْرِ نَعِيمًا وَعَذَابًا، وَسِجْنًا وَانْطِلَاقًا، وَلَا عِبْرَةَ بِانْشِرَاحِ صَدْرِ هَذَا لِعَارِضٍ، وَلَا بِضِيقِ صَدْرِ هَذَا لِعَارِضٍ، فَإِنَّ الْعَوَارِضَ تَزُولُ بِزَوَالِ أَسْبَابِهَا، وَإِنَّمَا الْمُعَوَّلُ عَلَى الصِّفَةِ الَّتِي قَامَتْ بِالْقَلْبِ تُوجِبُ انْشِرَاحَهُ وَحَبْسَهُ، فَهِيَ الْمِيزَانُ، وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ.
    وَمِنْهَا بَلْ مِنْ أَعْظَمِهَا: إِخْرَاجُ دَغَلِ الْقَلْبِ مِنَ الصِّفَاتِ الْمَذْمُومَةِ الَّتِي تُوجِبُ ضِيقَهُ وَعَذَابَهُ، وَتَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ حُصُولِ الْبُرْءِ، فَإِنَّ الْإِنْسَانَ إِذَا أَتَى الْأَسْبَابَ الَّتِي تَشْرَحُ صَدْرَهُ، وَلَمْ يُخْرِجْ تِلْكَ الْأَوْصَافَ الْمَذْمُومَةَ مِنْ قَلْبِهِ، لَمْ يَحْظَ مِنَ انْشِرَاحِ صَدْرِهِ بِطَائِلٍ، وَغَايَتُهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ مَادَّتَانِ تَعْتَوِرَانِ عَلَى قَلْبِهِ، وَهُوَ لِلْمَادَّةِ الْغَالِبَةِ عَلَيْهِ مِنْهُمَا.
    وَمِنْهَا: تَرْكُ فُضُولِ النَّظَرِ وَالْكَلَامِ وَالِاسْتِمَاعِ وَالْمُخَالَطَةِ وَالْأَكْلِ وَالنَّوْمِ، فَإِنَّ هَذِهِ الْفُضُولَ تَسْتَحِيلُ آلَامًا وَغُمُومًا وَهُمُومًا فِي الْقَلْبِ، تَحْصُرُهُ وَتَحْبِسُهُ وَتُضَيِّقُهُ وَيَتَعَذَّبُ بِهَا، بَلْ غَالِبُ عَذَابِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ مِنْهَا، فَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مَا أَضْيَقَ صَدْرَ مَنْ ضَرَبَ فِي كُلِّ آفَةٍ مِنْ هَذِهِ الْآفَاتِ بِسَهْمٍ، وَمَا أَنْكَدَ عَيْشَهُ، وَمَا أَسْوَأَ حَالَهُ، وَمَا أَشَدَّ حَصْرِ قَلْبِهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مَا أَنْعَمَ عَيْشَ مَنْ ضَرَبَ فِي كُلِّ خَصْلَةٍ مِنْ تِلْكَ الْخِصَالِ الْمَحْمُودَةِ بِسَهْمٍ، وَكَانَتْ هِمَّتُهُ دَائِرَةً عَلَيْهَا، حَائِمَةً حَوْلَهَا، فَلِهَذَا نَصِيبٌ وَافِرٌ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: (إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ) [الانفطار: 13] [الِانْفِطَارِ 13] ، وَلِذَلِكَ نَصِيبٌ وَافِرٌ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: (وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ) [الانفطار: 14] [الِانْفِطَارِ 14] ، وَبَيْنَهُمَا مَرَاتِبُ مُتَفَاوِتَةٌ لَا يُحْصِيهَا إِلَّا اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى.
    وَالْمَقْصُودُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أَكْمَلَ الْخَلْقِ فِي كُلِّ صِفَةٍ يَحْصُلُ بِهَا انْشِرَاحُ الصَّدْرِ، وَاتِّسَاعُ الْقَلْبِ، وَقُرَّةُ الْعَيْنِ، وَحَيَاةُ الرُّوحِ، فَهُوَ أَكْمَلُ الْخَلْقِ فِي هَذَا الشَّرْحِ وَالْحَيَاةِ وَقُرَّةِ الْعَيْنِ مَعَ مَا خُصَّ بِهِ مِنَ الشَّرْحِ الْحِسِّيِّ، وَأَكْمَلُ الْخَلْقِ مُتَابَعَةً لَهُ، أَكْمَلُهُمُ انْشِرَاحًا وَلَذَّةً وَقُرَّةَ عَيْنٍ، وَعَلَى حَسَبِ مُتَابَعَتِهِ يَنَالُ الْعَبْدُ مِنَ انْشِرَاحِ صَدْرِهِ وَقُرَّةِ عَيْنِهِ وَلَذَّةِ رُوحِهِ مَا يَنَالُ، فَهُوَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ذُرْوَةِ الْكَمَالِ مِنْ شَرْحِ الصَّدْرِ وَرَفْعِ الذِّكْرِ وَوَضْعِ الْوِزْرِ، وَلِأَتْبَاعِهِ مِنْ ذَلِكَ بِحَسَبِ نَصِيبِهِمْ مِنَ اتِّبَاعِهِ، وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ.
    وَهَكَذَا لِأَتْبَاعِهِ نَصِيبٌ مِنْ حِفْظِ اللَّهِ لَهُمْ، وَعِصْمَتِهِ إِيَّاهُمْ، وَدِفَاعِهِ عَنْهُمْ، وَإِعْزَازِهِ لَهُمْ، وَنَصْرِهِ لَهُمْ، بِحَسَبِ نَصِيبِهِمْ مِنَ الْمُتَابَعَةِ، فَمُسْتَقِلٌّ وَمُسْتَكْثِرٌ. فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ. وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ.


    زاد المعاد في هدي خير العباد – المجلد الثاني
  17. أبو آدم
    أعزائي

    تعلمنا في الأكسيس ، أن البرمجة عبارة عن : عملية إضافة وظائف إلى قاعدة البيانات باستخدام وحدات الماكرو الخاصة بـ Access أو التعليمات البرمجية
    لـ Visual Basic for Applications ‏(VBA).
    فعلى سبيل المثال، لنفترض أنّك قمت بإنشاء نموذج وتقرير وأردت إضافة زر أمر إلى النموذج لفتح التقرير عند نقر الزر ، يُقصد بالبرمجة في هذه الحالة عملية إنشاء ماكرو أو إجراء VBA، ثم تعيين خاصية الحدث ‏OnClick‏ الخاصة بزر الأمر بحيث يتم تشغيل الماكرو أو الإجراء عند النقر للوصول للغاية .
    في العمليات البسيطة مثل فتح تقرير، يمكنك استخدام "معالج زر الأمر" لتنفيذ العمل كله أو يمكنك إنهاء تشغيل المعالج والقيام بالبرمجة بنفسك.
    هنا تبدأ تداعيات التساؤل المطروح ، هل أعتمد على المعالج أم أعتمد على مهاراتي البرمجية ، وما أملك من أدوات برمجية ومعرفة باصولها؟؟
    وبالنهاية فحين تنتهي مجالات العمليات البسيطة المحدودة بإمكانات المعالج وقوالبه ، نضطر للإعتماد على أنفسنا ، وتصبح مهاراتنا على المحك.
    وهنا يبدأ التقصي وطلب خصوصية فرع العلم المعين الذي يقضي الحاجة ، ويتطور الطلب مع تطور الحاجات .

    وحين نسعى للطلب لا بد أن نتعرف على حدود ما نطلب حتي نكتسب المهارة بأصولها ، لا قطفا من غير هدى ، فيختلط الغث بالسمين، وتتشعب الطرق ويحار الطالب لا يعرف ما حصًل ولا يدرك ما فقد.

    ويلزم بالمناسبة معرفة أن العديد من برامج Microsoft Office تستخدم المصطلح "ماكرو" للإشارة إلى التعليمة البرمجية لـ VBA، مما قد يسبب بعض الحيرة لمستخدمي Access.
    حيث يشير المصطلح "ماكرو" في Access إلى : مجموعة محددة من إجراءات الماكرو يمكنك تجميعها باستخدام "منشىء الماكرو".
    فإن إجراءات الماكرو في Access ما هي إلا مجموعة فرعية من الأوامر المتوفرة في VBA.
    كما يوفر لك "منشئ الماكرو" واجهة أكثر تنظيماً من واجهة محرر Visual Basic، حيث تمكنك من برمجة عناصر التحكم والكائنات دون الاضطرار إلى تعلم التعليمات البرمجية لـ VBA.
    ويجب أن تضع في حسبانك أنه في مقالات تعليمات Access، تتم الإشارة إلى وحدات الماكرو في Access بوحدات الماكرو وحسب، بينما تتم الإشارة إلى التعليمات البرمجية لـ VBA إما بـ VBA أو بالتعليمة البرمجية أو بالدالة أو بالإجراء.
    ويتم تضمين التعليمات البرمجية لـ VBA في الوحدات النمطية للفئة (التي تكون جزءاً من النماذج أو التقارير المفردة وتحتوي عادةً على تعليمة برمجية لتلك الكائنات فقط).
    وكذلك في الوحدات النمطية (التي تكون غير مرتبطة بكائنات معينة وتحتوي عادةً على تعليمة برمجية "عمومية" يمكن استخدامها عبر قاعدة البيانات).

    وتحتوي الكائنات (كالنماذج والتقارير)، وعناصر التحكم (كأزرار الأوامر ومربعات النص) ، على مجموعة متنوعة من خصائص الحدث التي يمكنك إرفاق وحدات ماكرو أو إجراءات بها، وتقترن كل خاصية حدث بحدث معين مثل النقر بزر الماوس أو فتح نموذج أو تعديل بيانات في مربع نص.

    كما يمكن كذلك تشغيل الأحداث بواسطة عوامل خارج Access، مثل أحداث النظام أو بواسطة وحدات ماكرو أو إجراءات مقترنة بأحداث أخرى.
    وقد تصبح قاعدة البيانات الخاصة بك معقدة إذا قمت بإضافة وحدات ماكرو أو إجراءات متعددة إلى عدد من خصائص الأحداث الخاصة بعدة كائنات، ولكن في أغلب الأحوال، يمكنك الحصول على النتائج التي تريدها باستخدام القليل من البرمجة.

    وهنا نسأل انفسنا : ما قليل البرمجة وما كثيرها ، وماذا نحتاج لإنهاء تطبيقنا ؟؟

    قد تكون مجرد خاطر وقع بشبك الصيد ، وقد يكون بداية لشرح وحوار طويل ....

    وللحديث بقية ..........
  18. أبو آدم
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: التكبر شر من الشرك، فإن المتكبر يتكبر عن عبادة الله تعالى، والمشرك يعبد الله وغيره([1]).
    وقال الفضيل عندما سئل عن التواضع ما هو؟ قال: أن تخضع للحق وتنقاد له، ولو سمعته من صبي قبلته، ولو سمعته من أجهل الناس قبلته([2]).
    وعلى هذا القياس قل أهل التواضع في زماننا!! وهم أندر من الكبريت الأحمر! فتأمل من يقبل الحق من صبي أو من جاهل أو فقير؟!
    ولهذا قيل عن التواضع: من يرى لنفسه قيمة فليس له من التواضع نصيب.
    قال يوسف بن أسباط: يجزي قليل الورع من كثير العمل، ويجزي قليل التواضع من كثير الاجتهاد([3]).
    وقال يحيى بن كثير مفصلاً الأمر: رأس التواضع ثلاث: أن ترضى بالدون من شرف المجلس، وأن تبدأ من لقيته بالسلام، وأن تكره المدحة والسمعة والرياء بالبر([4]).
    وتأمل هذه الثلاث في نفسك وانظر أين مكانك الذي تحب في المجلس؟ أهو صدر المجلس وتحب أن تعظم ويفسح لك ويشار إليك بالأيدي أم هو نهاية المجلس.. والتواضع وعدم حب الظهور؟
    ثم تأمل في حال السلام تجد العجب في عدم إلقائه بحرارة وشوق خاصة على الفقراء والعمال والصغار!!
    وثالثة الأثافي حبك للمدح والثناء، بل ربما -والعياذ بالله- بادرت في صدر كل مجلس بذكر تبرعك وصيامك وحجك وجهدك وخدمتك لهذا الدين ثم تعرج على تعبك ونصبك لإصلاح الناس!
    كان علي بن الحسن يقول: عجبت للمتكبر الفخور الذي كان بالأمس نطفة ثم هو غدًا جيفة، وعجبت كل العجب لمن شك في الله وهو يرى خلقه، وعجبت كل العجب لمن أنكر النشأة الأولى، وعجبت كل العجب لمن عمل لدار الفناء وترك دار البقاء([5]).
    والمصيبة العظمى رضى الإنسان عن نفسه واقتناعه بعلمه، وهذه محنة قد عمت أكثر الخلق؛



    ................
    حفظا للحقوق :
    من تواضع لله رفعه .... عبدالملك القاسم

    ([1]) المستدرك على مجموع فتاوى ابن تيمية 1/16.

    ([2]) الإحياء 3/362.

    ([3]) الإحياء 3/361.

    ([4]) التواضع والخمول، ص155.

    ([5]) صفة الصفوة: 2/95.
×
×
  • اضف...

Important Information